«سيلفي» مع الراتب !
خالد السليمان ..
حتى لو صحح بعض أفراد المجتمع عاداتهم الاستهلاكية في الإنفاق، فإن هناك من سيجد صعوبة في التعايش مع الانخفاض الذي سيطرأ على دخله الشهري بسبب إلغاء العديد من بدلات وميزات مرتبه !
فإذا كان البعض يعاني من عادات استهلاكية سيئة في الإنفاق على كماليات تتجاوز حدود إمكاناته ومستوى دخله، فإن هناك غالبية من الناس لا يعرفون من الكماليات الباهظة الثمن سوى أسمائها، فحياتهم كانت دائما ملاحقة تكاليف الحياة الأساسية وتلبية متطلبات أسرهم الضرورية، وبالتالي فإن التعاطي مع قضية العادات الاستهلاكية السيئة بعمومية مطلقة يفتقر للموضوعية !
أعرف أناسا لم يسافروا طيلة حياتهم، ولم يركبوا سيارات فارهة، ولم يتناولوا طعامهم في مطاعم فاخرة، أو يرتشفوا قهوتهم في لوبيات فنادق النجوم الخمسة، لأنهم لا يملكون فائضا يزيد عن حاجتهم، وبالكاد يفون بالتزاماتهم المعيشية والأسرية، فهم كانوا على خط المواجهة الأول عندما اشتعلت نيران الغلاء وما زالوا أول ضحايا غارات الجشع التي يشنها بعض التجار كلما سنحت لهم الفرصة !
هؤلاء لا يملكون شيئا سوى مرتباتهم الشهرية المتواضعة التي تتطلع للزيادة لا النقصان، ومحافظ نقودهم لا تفتح إلا عند الضرورة، وعندما يتم إلغاء وتقليص وتجميد البدلات والمكافآت والعلاوات التي كانت تسند «الزير» دون أن يتم توفير أوجه دعم مادية وتموينية تعوضهم عن هذا النقصان فإنهم في الغالب سيواجهون غول الحاجة والعجز !
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/10/03