عبد العزيز حسين الصويغ ..

يتحدَّث مؤيِّدو المرشَّح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، كيف أنَّ ذكاءَ مرشَّحهم في التهرُّب من دفع الضرائب يُؤهِّله أكثر لمعرفة كيف يتعامل -عندما يُصبحُ رئيسًا- لتخفيف العبء الضريبي عن المواطن الأمريكي.. فخبرته في التهرُّب الضريبي هي مؤهلٌ هامٌّ يُضاف لبقيَّة خبراته الأخرى، التي استطاع فيها بناء إمبراطوريَّة ماليَّة كبيرة.

****
منطقٌ عجيبٌ تتحوَّل فيه عمليَّة احتيال رسميَّة لعمليَّة ذكاء يستحقُّ صاحبها أن يتبوَّأ أكبرَ منصب سياسي. وهكذا، وبنفس هذا المنطق، يمكن انتخاب لصٍّ، مجرمٍ، قاتلٍ، محتالٍ على القانون؛ ليكون رئيسًا، للاستفادة من خبرته الإجراميَّة في القضاء على الإجرام، واللصوصيَّة، والقتلة في البلاد!!

****
لكنْ.. كيف نلوم المرشَّح دونالد ترامب، وهو رجل أعمال أتى من القطاع الخاص؛ ليخوض غمار السياسة بمنطقه المتفرِّد، حين نجدُ أنَّ مستشاريه من كبار السياسيين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، يُبرِّرون كلَّ أساليبه الشاذَّة، ويعتبرونها ذكاءً لا تتمتَّع به منافسته المرشَّحة الديمقراطيَّة على الرئاسة هيلاري كلينتون.

****
ومع هذا لا يفتأ ترامب على وصف منافسته كلينتون بأنَّها هيلاري «المحتالة» Crocked Hillary، رغم أنَّها -ومع دخلها الذي لا يُقارن بما يكسبه البليونير الأمريكي- قامت بتسديد، وإعلان مقدار ضرائبها عملاً بالعُرف الذي سار عليه كلّ المرشَّحين الرئاسيين الأمريكان، منذ أكثر من نصف قرن.

****
إنَّها السياسة حول العالم، لا تخضع إلاَّ لمبدأ المصلحة، وأحيانًا الاحتيال. الفرق أنَّ هناك سياسيين لا يهتمُّون بإعلان سرقاتهم دون خشية، معتمدين على عدم قدرة الناس على محاسبتهم، بينما يحتال معظم أهل السياسة في معظم دول العالم بشكلٍ مستترٍ، عملاً بمقولة: «إذا بُليتم فاستتروا»!!

#نافذة:

النصبُ عمليَّةٌ قدْ يقومُ بهَا الكثيرُ، سلاحُهَا هُو التأثيرُ الاجتماعيُّ، والحضورُ الباهرُ، والسلاحُ الأهمُّ هُو امتلاكُ السلطةِ.

صحيفة المدينة