أبغى أشتغل مع الشريان!
عبده خال ..
برنامج الثامنة لداوود الشريان ولقاؤه بالوزراء أحدث تفاعلا صاخبا في الوسط السعودي، من قبل أن يذاع بسبب تسريب بعض مقاطعه، فكانت بعض المقاطع المسربة تعبئة وتجييش لمشاعر المواطنين قبل أن تذاع الحقلة.
وبغض النظر عما دار في حلقة الوزراء من آراء وإيضاحات كانت اعتراضات المواطنين أكثر صخبا من اللقاء نفسه، وأكثر اعتراضا لما قيل من آراء بتحميل المواطن مغبة اتخاذ بعض القرارات، وكانت معلومة أو رأي أن الموظف السعودي محصلة إنتاجيته في العمل ساعة واحدة في اليوم هي قرن الفلفل الحار الذي وضع في عيون المواطنين، فلم يهدؤوا حتى جالوا فضاءات النت واستحضروا صورا عدة لبعض الوزراء وهم نائمون في مؤتمرات تؤكد أنهم كانوا في سبات عميق مع التعليق بأن ساعة واحدة يعمل فيها الموظف، خير من ساعات يقضيها الوزير نائما.
وقد تفنن الجمهور في جمع صور عديدة كلها تحاكي ما كان يقال في تلك الحلقة وقد كان أشهر الصور المبثوثة جمع المتحاورين في صورة واحدة، ووضع راتب كل منهم أسفل الصورة (راتب الوزراء 70 ألف ريال في الشهر وراتب داوود الشريان 90 ألف ريال في الشهر) وأسفل تلك الصورة جملة: (هؤلاء يناقشون راتب مواطن محدود الدخل).
وانثالت التعليقات من كل حدب وصوب.
وبسبب ساعة الدوام الوحيدة التي قيل إنها محصلة الموظف السعودي في اليوم تم حياكة أكثر من نكتة وفيها رجاء أن يحل الوزير العرج تلك التشابكات.
والقضايا المتعلقة بحياة المواطنين لا يمكن استيعابها من غير أن يكون لهم ممثل يرد على كل ما قيل من آراء (فالوزراء مسؤولون يقولون أو يوضحون ما شاءوا وعدم وجود طرف ممثل للمواطنين أو الخبراء تصبح تلك الآراء المنثورة عبر الحلقة غير مقنعة البتة) وكان على الإعلامي المخضرم وصاحب الخبرة العميقة أن يجعل أطرافا متعددة مشاركة في الحوار حتى لو تم تجزئة الحلقة الى حلقتين خاصة أن اللقاء مسجل وليس مباشرا.
وبالرغم من الصخب الذي رافق الحلقة من قبل ومن بعد تظل القرارات التي تمت مناقشتها أو استعراضها غير مقبولة من قبل المواطن الذي يرى أنها تضر بمعاشه ومهما قيل فلن يستوعبها ما لم يتم إقناعه بين المعطى والواقع، بين قناعته أن دولته غنية وبين أسباب اتخاذها القرارات التي يرى أنها لا تصب في مصلحته.
ومشكلة برامج التوك شو في معظمها تنتهي من غير أن تريح خاطر المشاهد بل تتركه كالمرجل تتقافز من خاطره الأسئلة التي تنتهي بعلامات الاستفهام، ولأنه بقى في بالى علامة استفهام فسوف أتركها هنا:
أصحيح ياداوود أن راتبك كما قيل؟ إذا كان صحيحا فأنا (أبغى) أشتغل معك.! ؟
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/10/23