6 تصريحات: من كفاية دلع إلى الإفلاس
علي الشريمي ..
ما أود قوله للمسؤولين: إن إدارة مواجهة التحديات، وحل المشكلات الاقتصادية، وتحقيق الإنتاج، لا تأتي بهذه التصريحات
عندما يُسأل أحدنا اليوم عن خير استثمار، فإن الإجابة ستكون: الإنسان، وعندما تسأل الدول المتقدمة عن خير التنمية، فستكون الإجابة: هي تنمية الإنسان ومن أجل الإنسان.
لذلك، أكدتْ جميع المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية أن العامل الحاسم في التقدم الاقتصادي، هو الاستثمار في البشر، أو ما يسمى بناء رأس المال البشري.
فكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة كانت إلى عهد قريب دولا فقيرة ومعدومة، لكن الإدارة الذكية لمسؤوليها جعلتهم اليوم بهذا الشكل الجميل، فقد عرفوا ضعف مواردهم الطبيعية، فاستثمروا في الإنسان وتمكنوا حينئذ -وفي وقت قياسي- من بناء صناعة عصرية متقدمة، ينافسون فيها أضخم الدول الغربية تقدما.
فها هي سنغافورة اليوم -وفي فترة لا تتجاوز 30 عاما- أصبح فيها معدل نمو الإنتاجية الأعلى في العالم، تليها ماليزيا.
ولأننا قررنا الدخول في الاستثمار البشري من خلال رؤية المملكة، وبعد تسارع تصريحات المسؤولين في الأيام القليلة الماضية، قررت رصد أهم تصريحات خبراء المال والاقتصاد خلال الأشهر الستة الأخيرة:
1. أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي وصم ما يقارب المليون متقاعد، تجاوز معظمهم الستين عاما، بلفظة "دلع" عندما قال: "ما هو على كيفكم تقبلوا الوظيفة الحكومية، وتدلعوا وتطالبون برواتب مرتفعة، اتجهوا للقطاع الخاص والميدان".
2. علق أحد رجال الأعمال السعوديين بعد رفع الوقود بعبارة استفزت كثيرا من المواطنين: "كفاية دلع".
3. وما زلنا في اللفظة ذاتها، إذ أثار أحد رجال المال والأعمال حفيظة الموظفين السعوديين، عندما وصفهم بـ"المتعالين"، وقال: إن "دلع الشباب بهدلنا".
4. وزير الخدمة المدنية في ثامنة داود يصرح بأن إنتاجية الموظف ساعة واحدة فقط!
5. نائب وزير التخطيط يصرح في البرنامج ذاته بأن البلد كان على وشك الإفلاس المفاجئ.
6. نائب وزير التخطيط تراجع عن خطئه الأول وعبارة "الإفلاس" وفضل القول: "قد يكون خانني التعبير".
7. وزير المالية يصرح هو الآخر في ثامنة داود: التوسع في بناء الجامعات وتوظيف العاطلين من أسباب الأزمة الاقتصادية!
هذه التصريحات المستفزة تضع المواطن السبب الجوهري لكل أزماتنا الاقتصادية والتنموية، ثم يأتي بعدها أحدهم ويتحدث بكل برود عن الاستثمار في الإنسان!
ما أود قوله للمسؤولين: إن إدارة مواجهة التحديات، وحل المشكلات الاقتصادية، وتحقيق الإنتاج، لا تأتي بهذه التصريحات، خاصة أن لدينا خططا مستقبلية المواطن فيها قاعدتها الأصيلة، وأنا هنا لا أتحدث عن الاتجاه "الإنساني" بمعنى رعاية البشر وإحسان معاملتهم من منظور الشفقة، ولكن أتحدث عن اقتناع علمي بالدور الرائد الذي يقوم به المورد البشري في صنع التقدم وتحقيق الإنجازات العلمية والتقنية، والقدرات الإنتاجية التي غيرت ملامح الحياة.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/10/28