آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

القول المعلوم في النقد واللوم!


عبدالله المزهر ..

مما جاء في افتتاحية رؤية 2030 على لسان الأمير محمد بن سلمان: «سنكون شفافين وصريحين عند الإخفاق والنجاح، وسنتقبل كل الآراء ونستمع إلى جميع الأفكار»، وكان الحديث عن تقبل النقد والانفتاح على كل الآراء حاضرا في أكثر من مناسبة لكبار مسؤولي الدولة.

ولا أعلم من هو الذي نسخ «مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة»، وأقول نسخ لأني عند البحث عنها وجدتها بذات الصيغة تقريبا في دول أخرى، والتشابه يبدو منطقيا وليت أنه كان تطابقا تاما، لأن الذي نسخ هذه المدونة أضاف بصمته الخاصة في الموضوع بتمرير فقرات لا أفهم ما الذي تعنيه ولا كيف يمكن فهمها.

فعلى سبيل المثال، تقول المدونة في المادة 13 الفقرة الثالثة: «يحظر على الموظف العام توجيه النقد أو اللوم إلى الحكومة في أي وسيلة من وسائل الإعلام الداخلية والخارجية» أ.هـ

لم يقل الإساءة، أو التشهير، أو التجني، لكنه اختار مفردتي «النقد واللوم»، لأنهما مطاطيتان يمكن تكييفهما على أي شيء وعلى أي حالة.

ولم يقل الوطن، أو حتى الدولة، ولكنه اختار مفردة «الحكومة»، التي هي عبارة عن أشخاص يفترض أن نقد عملهم هو من صلب مقومات الحياة الطبيعية للكائنات البشرية.

تمرير مثل هذه العبارات المطاطية من قبل واضعي القوانين أمر مسيء، وأظن أن الذي يقترحها ويمررها يسيء للوطن وللدولة وللحكومة وللإعلام وللحياة الطبيعية لبني الإنسان.

وعلى أي حال..

هذه العبارات لن تختفي، وستبقى بما أنه لا توجد مناقشات ومراجعات للقوانين من قبل مؤسسات تشريعية حقيقة هذا هو صلب عملها في كل مكان في العالم. وستبقى الاجتهادات الشخصية ومخرجات اللجان التي يتشابه أعضاؤها في كل شيء حتى نؤمن جميعاً أن مشاركة الناس ليست أمرا قبيحا، وأن نقد الحكومة لا يخرج من الملة.

وقبل أن أنسى، فكل ما في هذا المقال ليس نقدا ولا لوما لأحد والعياذ بالله!


صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/10/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد