تدريب القيادات على التصريحات
هايل الشمري ..
رفض مجلس الشورى توصية العضو الدكتور سلطان السلطان، التي تطالب بالارتقاء بأداء القيادات تجنبا لتخبط التصريحات التي تثير الرأي العام.
حقيقة لا أفهم سبب رفض التوصية، فقد جاءت بعد أن تحول الأمر إلى ظاهرة تتكرر كثيرا، خصوصا في الآونة الأخيرة. فكم من مسؤول "جاب العيد" مؤخرا، حتى بات من الضروري حصوله على "دروس تقوية" تساعده على النجاح في ظهوره مستقبلا.
قد يكون المسؤول متفانيا في عمله، لكن تنقصه كيفية التعامل جيدا مع الإعلام، فينسف كل ما تحقق بتصريح عابر للقارات يصل مداه إلى أقصى نقطة من الأرض، كما جرى مع حديث وزير الخدمة المدنية في لقاء "الثامنة" الشهير عندما تحدث عن إنتاجية الموظف الحكومي وحددها بساعة واحدة فقط. وكذلك قصة حتمية إفلاس البلاد خلال 3 سنوات إن لم تفعل سياسة التقشف، والتي رواها نائب وزير الاقتصاد والتخطيط في ذات الحلقة.
الذي حدث أن طارت بهما وسائل الإعلام العالمية، خصوصا تلك التي لطالما حاولت النيل من سمعة المملكة بأخبار مكذوبة، فكيف لها أن تفرط في هاتين الفرصتين وقد جاءتا على طبق من ذهب؟!
ففي الأولى تحول الموظف السعودي إلى وجبة دسمة لتلك الآلات الإعلامية، وأصبحت سيرته على كل لسان. أما رواية "الإفلاس" فقد مست سمعة البلاد الاقتصادية، وأعطت انطباعا عن سهولة انهيار اقتصادها خلال مدة زمنية قصيرة، وكأن الحديث ليس عن بلد ذي قاعدة اقتصادية صلبة وضمن أقوى 20 اقتصادا في العالم!
والأمر لا يتوقف عند التصريحات غير الموفقة، بل يتجاوزها إلى أخرى قد تُفقد المواطن ثقته بالمسؤول، خصوصا عندما يتحدث عن أمر ما، ثم يظهر خلافه بعد فترة وجيزة!
الارتقاء بأداء القيادات الإدارية وتدريبهم على كيفية التعامل الأمثل مع الجمهور ووسائل الإعلام مطلب شعبي قبل أن يكون مجرد توصية طرحها عضو في "الشورى" على المجلس. ورفض التوصية لا يعني أن بعض أعضاء مجلس الشورى ليسوا بحاجة إلى مثل تلك "الكورسات"، بل من المفترض أن يكونوا في الصف الأمامي من قاعة التدريب!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/11/04