ولا مستفيد غير الفساد!!
محمد السحيمي ..
فور انحناء معالي الوزير (أحمد العيسى) للأمانة الجسيمة غير الوسيمة؛ استقبلناه بفتور صنعه اليأس، وظل الإحباط يغذوه في نفوس المهمومين والمغمومين بالتعليم (40) عامًا، وقلنا بلا مواربة، وبناء على خبرة (25) عامًا في التعليم: «يخطئ معاليه كثيرًا إن حسب أن الوزارة تعاني من صراع بين تيارات متناحرة؛ فليس هناك سوى تيار واحد، لا ندَّ له، هو: تيار الصحوة المتشدد، الحزبي الإخواني الإرهابي، أو السروري التكفيري، الذي نسميه بـ(بني صَحْيُون)! بينما سماه الوزير الأسبق، الأمير الرمز (خالد الفيصل) بـ(المنهج الخفي)، وصرح باختطافه التعليم بعد حركة (جهيمان) المشؤومة، واندلاع الحرب الأشأم في أفغانستان!
كما أن معالي الوزير (العيسى) نفسه، لم يشتهر بين عشرات المنظرين التربويين، إلا بكتابه الشافي الكافي: (إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية، وتوجس الثقافة الدينية، وعجز الإدارة التربوية)! فما معنى أن يوجه الآن بتفعيل (وحدة التوعية الفكرية / حصانة)، بعد أن غير اسمها من (لجنة التوعية الإسلامية)؟ أين رؤية الوزير السياسية في ذلك؟ وأين طمأنة توجس الثقافة الدينية الصادقة؟ أما عجز الإدارة التربوية فلم يزد إلا وضوحًا!!
ولقد ختمنا مقالتنا الترحيبية المحبطة الفاترة تلك بقولنا: يخطئ معاليه إن اعتقد أنه يواجه خصمًا آخر في الوزارة المترهلة غير الفساد الإداري، الذي حول (التعليم) إلى (دُيُودٍ) مدرارة ترضع منها أجيال من المفسدين، على حساب مستقبل الأجيال؛ باحتقار عقولها، وبابتذال مهنة التعليم، وتحقير دور المعلم، ومسخ رسالته في وظيفة بيروقراطية، لا تزيد إنتاجيتها عن ساعة من ماركة (الخدمة المدنية)!!
ولهذا لم نتردد في المطالبة بإلغائها (2014)، في مقالة بعنوان: (صوِّتوا على إلغاء الوزارة إن كنتم جادِّين)! ثم في لقاء تلفزيوني على روتانا خليجية، مع الزميل الجميل (خالد العقيلي)، قبل أسبوعين فقط؛ طارت به الزميلة (تويتر) بـ(يوتيوب) تحت عنوان: (إلغاء الوزارة يوفر أكثر من تعديل رواتب المعلمين)!!
ومن (حركات) الفساد التي لم تعد تنطلي على أحد ولا أربعاء: افتعال الجدل بين التيار الحقيقي الوحيد في الوزارة، وبين التيارات الوهمية باسم (الليبرالية)، و(العلمانية)، و(التغريبيين)!
وإلاّ فمن المستفيد من هذا الجدل (البيزنطي)، الذي لا طائل من ورائه سوى إلهاء الإعلاميين والتربويين عن الملفات المزمنة الأهم، التي لم تفعل الوزارات المتعاقبة أي شيء لحلحلتها، ناهيك عن حلها؟؟؟!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/11/06