مو شغلك يا حمزة
هايل الشمري ..
لن أدخل في دهاليز أرقام مقال الدكتور حمزة السالم المثير للجدل هذه الأيام، والذي وصفه كاتبه بـ"الاجتهاد"، لكني على يقين بأنه لولا الضبابية التي تحيط بالميزانيات والمشاريع والبرامج الحكومية، ما اضطر أحد إلى طرح تساؤلات كهذه.
ولأني حائر مثل الكثير فلا أستطيع التمييز لأوافق أو أعارض ما طرحه الخبير الاقتصادي في مقال من جزأين، تناول في جزئه الأول "حقيقة تناقص الاحتياطات الأجنبية"، فيما عنون الجزء الآخر بتساؤل عن "حقيقة اختفاء تريليون ريال من خزينة الدولة"!
تلك الحيرة أسهمت في انتشار المقال على نطاق واسع بين مختلف شرائح المجتمع. ولأن الناس بشتى فئاتها واهتماماتها متعطشة للمعلومة، لذا من الطبيعي أن تبحث عن أي مورد يروي ظمأها.
الذي أريد الوصول إليه، أننا كلنا شركاء في هذا الوطن، من مبدأ المواطنة أولاً، ثم شراكتنا مع الدولة في خططها وبرامجها، وتحملنا كمواطنين أعباء ومصروفات ورسوما بعضها لم يكن مفروضا في السابق. مع هذا كله إلا أن الغالبية منا لا يزالون حائرين فيما يتعلق بهذا الموضوع تحديدا!
من حق حمزة السالم وغيره الحصول على المعلومة الصحيحة، وتوضيح ما لبس عليه دون تحسس، وأنا على يقين بأنه لو كانت هناك مكاشفة منذ البداية ما أضاع أحدنا وقته في حساب نواتج العمليات الرياضية.
نحن بحاجة إلى رد من مسؤول واضح وشفاف على ما ذكره الدكتور السالم في مقاله، كي يطمئن قلب من كان في قلبه شك. ومخطئ من يظن أن مثل تلك التساؤلات هي في ذهن حمزة السالم وحده، بل هي في أذهان الكثيرين. وإن لم يطرحوها في العلن، فحديث المجالس الخاصة لا يخلو منها، وربما ما هو أكثر عمقا!
احتكار المسؤول معلومة ما من حق الجميع الاطلاع عليها هو نوع من الوصاية، والأسوأ من ذلك عندما يكون الرد على طريقة "مو شغلك"، لأنه لا يزيد الأمور تعقيدا فحسب، بل يفتح أبواب شك أكبر من سابقتها بكثير.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/11/10