أعرب عن قلقي يا معالي الوزير
هايل الشمري ..
ليس قلقا على طريقة السيد "بان كي مون" أمين عام الأمم المتحدة، إنما هو قلق حقيقي من عدم قلق وزير العمل والتنمية الاجتماعية من ارتفاع نسب البطالة إلى 12.1% في الربع الثالث من العام الجاري. ولا أعلم متى سيقلق معالي الوزير، إن لم يكن والبطالة تسجل الأعلى منذ عام 2012؟!
يقول وزير العمل إن لدى وزارته الكثير من الحلول لهذه الأزمة، وستتدخل وبشكل سريع حتى لا تستفحل المشكلة وتزيد نسب البطالة. ما دامت الأمور إذن بهذه السهولة، فلماذا انتظروا حتى زاد طابور العاطلين 35848 عاطلا جديدا؟!
دعونا من الحديث بدبلوماسية، إلى لغة الأرقام التي تفسر سبب قلقي، فمعالي وزير العمل أرجع ارتفاع نسبة البطالة في الربع الثالث إلى توقف بعض المشاريع في المرحلة الماضية، ودخول خريجين جدد في الربع الثالث من الجامعات إلى سوق العمل.
قد يكون مبرر توقف بعض المشاريع مقنعا، لو لم تظهر الأرقام الرسمية توليدا لا بأس به للوظائف، لكن نتائج مسح القوى العاملة للربع الثالث، والتي أعلنتها الهيئة العامة للإحصاء قبل يومين، تتحدث عن توليد الاقتصاد السعودي 690584 فرصة عمل جديدة خلال الربع الثالث، وبارتفاع قدره 5.9%. حيث بلغت جملة عدد المشتغلين بنهاية الربع الثالث من العام الجاري 12,376,699 فردا، ارتفاعا من 11,686,115 فردا بنهاية الربع الثاني.
المشكلة الأكبر أن 672623 من الوظائف الجديدة ذهبت إلى غير السعوديين، أي ما نسبته 97.4% من إجمالي الوظائف الوليدة، مقابل 17961 فرصة عمل ذهبت للسعوديين، وهو ما يعني 2.6% فقط!
نتيجة لذلك تراجعت نسبة السعودة في الربع الثالث من هذا العام إلى 40.6% مقابل 42.8% وفقا لمسح الربع الثاني، فيما ارتفعت نسبة الأجانب إلى 59.4% بعد أن كانت 57.2% في الربع الثاني من العام الجاري.!
أما الحديث عن دخول خريجين جدد في الربع الثالث إلى سوق العمل، فهو الآخر غير واقعي، إذ بمقارنة حجم الوظائف التي تم توليدها في الربع الثالث مع أعداد الخريجين، نجد أن عدد الوظائف الجديدة يفوق عدد الخريجين بكثير، بل إن إجمالي العاطلين السعوديين من الجنسين بلغ 693784 عاطلا، وهو رقم قريب جدا من عدد الوظائف الجديدة خلال الربع الثالث!
من حقي الآن أن أقلق لعدم قلق وزير العمل من ارتفاع نسبة البطالة إلى رقم قياسي، في الوقت الذي يولّد اقتصادنا أكثر من 690 ألف وظيفة في الربع الثالث فقط، وتذهب حصة الأسد منها إلى غير السعوديين!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/11/18