ما المشكلة؟!.. كلنا معارضون «حتى الحكومة»!
عبداللطيف الدعيج ..
المراقب للوضع الانتخابي والوضع الشعبي العام في الكويت، يخلص لإلى أنه، سياسيا، وضع غريب وعجيب. فكما حددنا قبل أيام، ليس لدينا انتخابات حقيقية، لأن فرصة الاختيار والمفاضلة بين المرشحين معدومة. فمرشحونا جميعا معارضون. أنا عندي مشكلة في التسوق هنا، في الولايات المتحدة، وأعتقد أن الأمر في الكويت ربما أسوأ. فكل البضائع صناعة صينية. وليس هناك بضاعة منها أفضل من غيرها، أي أنه ليس لدى الشاري اختيار حقيقي، أو مفاضلة بين الجيد والرديء، ما سيدوم سنين، وما ستضطر إلى استبداله لحظة وصولك البيت.. تماماً مثل مرشحي الكويت. «نمونة واحدة»، كلهم صنع في الصين، أو كلهم صنيعة المجتمع الريعي.. وليس هناك اختلاف حقيقي بينهم.
الأغرب أيضا، أن الناخب الكويتي يتبع، أو في واقع الأمر هو من يقود مرشحيه في معارضة الحكومة. لأنه ببساطة حريص على التمسك بالوضع الريعي القائم. أو ما يسمى كذبا وزورا مكاسب شعبية، وكأنه تحصل عليها من «ياجوج وماجوج»، وليس من خيراته هو وممتلكاته هو.
وليس وهذا فحسب، بل أنا أجد في هذه الانتخابات أن المعارضة «الشعبية» أن جازت التسمية قد تطورت أو اختلفت. فهي أصبحت معارضة كلية، شاملة وجامعة. فالناخب اليوم، كما يعبر عنه رواد ومدمنو الانترنت هو معارض لمجلس الأمة وللحكومة أيضا. أي معارض للسلطتين، التشريعية والتنفيذية. لهذا ليس لدينا مرشحون معارضون للحكومة ومرشحون موالون لها. فنحن لدينا مرشحون وحسب.. وأن تكون مرشحا في الكويت يعني أن تكون معارضا وناقما وساعيا كما زعم كل المرشحين للإصلاح ولمحاربة الفساد.
ومخطئ من يعتقد أن المعارضة توقفت عند معارضة السلطتين التشريعية والتنفيذية، فالقضاء أو السلطة القضائية هي الأخرى نالها من التشكيك والرفض ما نال بقية السلطات. ولولا القضاء السويسري لظل من اتبع المعارضة المنحلة ومن صدَق -في يوم من الأيام- الشيخ احمد الفهد يشكك بالقضاء الكويتي إلى اليوم.
عجيب غريب الأمر. فالكل معارض، الناخبون قبل المرشحين. بل أنا سأتجرأ وأعلن أن الحكومة بدورها معارضة. فهي ألغت «مجبرة»، أو تخلت عن الإصلاحات الاقتصادية. تماما كما تخلت مجبرة أيضا عن ضرورة تنويع مصادر الدخل، حين ألغت مجبرة أيضا عقد «الداو كيميكال».
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/11/21