أحلام الفشل اللذيذة!
عبدالله المزهر ..
الحلم حق مشروع لكل الكائنات التي لديها القدرة على التخيل، وإن كان بعض المتأخرين يرون أن الأحلام لا بد أن تكون واقعية، وأن ما تحلم بتحقيقه في المستقبل يجب أن يكون له ما يدعمه من عملك في الحاضر.
لكن الواقع نفسه لا يدعم رؤية أصحاب مدرسة واقعية الأحلام. فقد أثبتت حوادث الدنيا ـ التي لا انقضاء لها ـ أنه ليس شرطا البتة أن يكون لحاضرك علاقة بمستقبلك.
والحقيقة أن أحلامي كلها لا علاقة لها بما أفعله في حاضري، ولا أقوم بأي جهد من أي نوع في سبيل تحقيقها، ومع هذا فإني واثق بأنها ستتحقق يوما ما.
المهم هو الثقة في النفس حتى ولو لم يكن لهذه الثقة ما يبررها، الثقة وحدها مجردة من أي دوافع كافية للاستمرار في الحياة واستمرار أحلامك في مرافقتك.
ولأن الأمور لا تستقيم في أذهان البعض دون أمثلة من الواقع، فإن لي ـ ولكم بالطبع ـ في وزارة الإسكان أسوة حسنة. فهذه الوزارة تعرض تجربتها الريادية في حل مشاكل الإسكان على وزراء الإسكان العرب. وهذه الثقة تثير إعجابي ورغبتي في أن يكون لي مثل هذه الثقة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
صحيح أن البعض ـ هداهم الله ـ يقول إن الوزارة كانت وهي تفعل ذلك مثل الفقير المعدم الذي يحدث الناس عن الفرص الاستثمارية وقصة كفاحه وكيف جمع ثروته، لكن هذا ليس سببا كافيا يمنعني من عدم الإعجاب والتأثر بهذه الوزارة الفتية.
وعلى أي حال..
الفشل ليس عيبا ولا جريمة، والاستمرار في الفشل ليس أمرا يكره الناس بعضهم بعضا من أجله، فكونوا فاشلين ما استطعتم إلى ذلك سبيلا وتصرفوا بناء على ما تتخيلون وليس على ما تفعلون، وستجدون كثيرا من الخلق يحبكم ويحب فشلكم ويؤمن بكم كما آمنت بوزارة الإسكان.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/11/22