هايل الشمري ..

أيام معدودات ويغادر معظم أعضاء مجلس الشورى بعد انتهاء دورته الحالية، سيرحلون عن المجلس ومعهم ذكريات سنوات أمضوها تحت قبته وبين أروقته، وكذلك المواطن العادي لن ينسى ذكرياته معهم والتي لا تكفي هذه المساحة لسردها!
لن ننسى مثلا "تدليع" أحد الأعضاء للمتقاعدين، والذي لم يكن بالطبع دلعا حقيقيا، إنما وصف أطلقه سعادة العضو عليهم امتعاضا من مطالبهم!

ومع إحسان الظن في قصة "الدلع" تلك، فربما كان حديث صاحبها من باب "الميانة"، لكن ماذا عن زميله الذي اعترض على منح علاوة سنوية للمتقاعدين تعادل نسبة ‏التضخم السنوي، وتأمين طبي، ووضع حد أدنى لرواتبهم، ليبرر رفضه بأن الدولة ليست جمعية خيرية؟!

نتذكر كذلك ما اقترحه أحد الأعضاء قبل 5 أشهر، عندما طالب بفرض رسوم تصل إلى 500 ريال، مقابل إزالة النفايات من أمام البيوت، وإعفاء البلديات من تحمل تكاليفها. وبالمناسبة هذا العضو هو ذاته الذي اقترح قبل ذلك رفع الدعم الحكومي عن الدقيق، معتبرا ارتفاع سعر الخبز ريالين غير مؤثر على المواطنين!

أيضا من الذكريات التي لا يمكن نسيانها، ظهور أحد أعضاء "الشورى" في مقابلة تلفزيونية بعد رفع أسعار الوقود، ووصفه تلك الزيادة بأنها غير كافية ويفترض أن تكون أكثر من ذلك، ليطالب بمضاعفتها وصولا إلى الأسعار العالمية، بحيث يصل سعر اللتر إلى 180 هللة للتر بدلا من 90 هللة!

حتى عندما أراد أحدهم تقديم توصية جيدة، تتمثل في توجيه برنامج "حافز" لدعم ربات البيوت، قرر أخونا الاستخارة وسحب توصيته بحجة أنه في حال عرضت على أعضاء المجلس، فربما تجد تعاطفا كبيرا من الأعضاء وتحصل على النصاب القانوني، وبذلك سيشكل قرار المجلس ضغطا على صندوق تنمية الموارد البشرية!

بعد فترة وجيزة، سيحمل كثير من أعضاء مجلس الشورى صفة "عضو سابق"، والذي أتمناه ألا أرى لأحدهم رأيا إيجابيا بخل في طرحه عندما كان عضوا في المجلس، فقد كانت مدة الدورة كافية جدا ليقول ما يريد!

صحيفة الوطن أون لاين