أحب «رؤية المطر»!
عبدالله المزهر ..
في اليومين الماضيين كانت الأجواء في المنطقة الشرقية بديعة جدا، والشرقية عموما جميلة حتى في أغسطس. لكن للمطر كاريزما خاصة.
الأمطار التي هطلت على الظهران وضواحيها كانت أقل من المتوسطة حسب ما رآه الناس وحسب ما قالته الهيئة العامة للأرصاد، لكن هذه الأمطار ـ الأقل من المتوسطة ـ تسببت في تأجيل حفل افتتاح مشاريع أرامكو في أحد أهم المراكز الحضارية في السعودية عموما والذي لم يستطع تحمل قطرات المطر الناعمة والجميلة التي أراد الله أن يتزامن حضورها مع يوم الافتتاح.
ولأني كنت مستمتعا بالأجواء وليس لدي ما أفعله، فقد قضيت وقتا لا بأس به أبحث في المعاجم عن كلمات لم تستخدم من قبل تصف ما حدث على أن تكون لطيفة ويمكن تمريرها في المقال ولكني لم أجد شيئا، ولذلك فإنني مضطر لاستخدام كلمة «الفساد» بحكم التآلف معها وكثرة استخدامها، ولأنها لم تعد تعني أي شيء ولا تغضب أحدا. وكثيرون لا يعتبرونها شتيمة أو إساءة، وهذا شيء مريح بالطبع!
ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تحول في ليلة الافتتاح إلى بحيرة ثقافية عالمية هو أحد أهم الأفكار والمشاريع الخلاقة والمبدعة من ناحية فكرة وعمل المركز وتصميمه، لكننا تعودنا منذ عقود على أن كل الأفكار الجميلة على الورق تتحول إلى كوابيس حين تنتقل إلى أيدي المقاولين والمنتفعين ومن تبعهم بإفساد إلى يوم الدين.
كثير من المشاريع التي يفترض أن تكون روافد للاقتصاد تتحول في نهاية المطاف إلى مخالب تنهش الميزانية وتؤدي إلى العجز الذي لم يعد يخفى على جيوبكم ورواتبكم!
وعلى أي حال..
المطر كائن جميل، صوته ومنظره أحد منابع السعادة للكائنات الصحراوية أمثالنا، لكننا لم نعد نحبه لهذا السبب فقط، نحبه الآن لأنه صادق وشفاف ولا يجامل أحدا، وليس له مصالح يمنعه خوفه عليها من قول الحقيقة كما هي، كشف ما لا يراد له أن يكشف، ولأنه يعلمنا كيف يمكن أن نبحث عن الحقيقة وألا نقبل أن يتم «تصريفنا» بسهولة!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/11/27