مشاريع «الخرخرة» !
خالد السليمان ..
الملاحظ أن معظم المشاريع الكبيرة التي تصاب بالعطب أو التعثر أو تخر أسقفها ماءً تجمعها صلة واحدة.. نفس «الشركة» أو الشركات التي «استأثرت» بتنفيذها!
بعض هذه المشاريع أنفق على إصلاح أعطابها وتصحيح عيوب إنشائها مبالغ تكفي لتنفيذ مشاريع تنموية أخرى لا تقل عنها أهمية، فكانت تكلفة إصلاحها ثمنا باهظا يضاف بلا مبرر لفاتورة تنفيذها الباهظة أصلا!
أسأل كم أنفق على إصلاح عيوب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي أمطرت أسقفها بعد أسابيع من افتتاحها، وكم أنفق لتصحيح أخطاء جامعة الأميرة نورة التي ما زالت تبدو مشروعا لا نهاية لأعمال صيانته وإصلاح عيوبه، وكم أنفق لإعادة زراعة ملعب الجوهرة مرة بعد مرة، وها هو مشروع كلف نحو 1.5 مليار ريال يتحول إلى حوض استحمام بدلا من أن يتحول إلى معلم حضاري بعد أن كشفته غزارة الأمطار كما كشفت غيره من قبل!
ويا لهذه الأمطار التي تعمل مفتشا عاما لقياس جودة تنفيذ المشاريع وتصنيف المقاولين، وقبل هذا وذاك كشف معايير الرقابة وضوابط الإنفاق ودرجة التسامح مع من يهدرون أموالنا ويسرقون أحلامنا ويثرون على حسابنا!
وفي زمن عنوانه التحول نحو المستقبل ورؤية آفاقه دون ضبابية، فإن الخطوة الأولى تبدأ بإصلاح مقاييس إدارتنا ومعايير اختياراتنا وقوانين محاسبتنا لكل من يخذل طموحاتنا أو يتسبب في طمس رؤيتنا!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/11/27