وزير القطط !!
عقل العقل ..
حكاية في التراث لا اجزم بها ولكن لها معاني عميقة تقول أن أحد السلاطين عندما تولي مقاليد الحكم في بلده عين أصدقاءه ومعارفه في مناصب دولته لمعرفته وثقتهم بهم كما في كل العصور حتى عصرنا الحالي وحتى في الدول المتقدمة ديمقراطيا كما نشهد في تشكيلة حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب فالعلاقات الشخصية دائما ما تلعب دورا في تقلد المناصب في كل دول العالم بالإضافة إلي التوجهات الفكرية للزعيم وفريق عمله ، وعودة إلي حكاية ذلك السلطان ووزراءه كان لديه أحد الأصدقاء بل هو أقربهم إليه ولكن العجيب الغريب أن ذلك الصديق لم يطلب منصبا من الوالي إلا في وقت متأخر وكما يقول المثل الشعبي “عقب ما طارت الطيور بأرزاقها” المهم فكر في وضعه وفاتح صديقه الحاكم وطلب منه أن يعينه وزيرا للقطط وتعجب الحاكم من هذا الطلب ولصداقتهم وافق علي طلب صديقه وعينه وزيرا لقطط القصر .
وأصبح وزير القطط يحضر إلي مجلس الوالي مع وزراءه الآخرين وعندما يحين دوره يهمس في أذن الوالي عن أوضاع قططه وأن القطة الصفراء تعافت من مرضها وأنها تهاجم القطط ألآخري والسلطان غارقا في الضحك من هذه القصص عكس مقابلته للوزراء الآخرين الذين يعنون بمصالح الدولة من قضايا الحروب والمكوس وغير ذلك.
البعض يري أن أي حاكم بحاجة إلي الترفيه والخروج من روتين العمل ومشاكله والهروب من مطالب شعبه الغير منتهية ، المهم وزير قطننا هذا يبدو أنه كسب عداوات زملاءه الوزراء الآخرين بقربه من مولاهم وأريحيته مع عكس معاملته معهم وتعنيسه في وجوهم .
في يوما من الأيام قرر السلطان أن يزور قططه ووزيرها صديقه المقرب ، فتمت الترتيبات لهذه الزيارة السلطانية ووصل الوالي إلي منزل وزير القطط مع حاشته وتفاجئ الوالي بمنزل الوزير , وانه يعيش في قصرا فأرها ضخما يضاهي قصر السلطان نفسه فتعجب الجميع من هذا المنظر ، وتقول الحكاية أن وزير القطط كان فهلويا فلم يكن هناك قططا بالمعنى الحقيقي بل أنه جمع هذه الثروة التي تضاهي ثروة السلطان نفسه من خلال أيهام بعض التجار وأصحاب الحاجة لدى السلطان ويخبرهم أنه يذهب إلي السلطان كل أسبوع لحل مشاكلهم والحقيقة أن بعض مشاكلهم تحل بدون تدخلا منه ولكنه وبحسب قربه وأريحية الحاكم معه توهم أصحاب تلك الحاجات أنه هو من حل حوائجهم وفي الواقع هو لم يحدث السلطان بها ولكنه كان يتقاضى المبالغ من أصحاب تلك الحاجات وكون ثروته علي حساب هؤلاء ألغلابي الذين لا يستطيعون أن يصلوا إلي مجلس الحاكم والتحدث إليه مباشرة في قضاياهم مما خلق فرصة لمثل هذا الفهلوي في البلاط.
في عالمنا العربي اليوم ومع تعقد العلاقة بين الحاكم والمحكوم لأسباب كثيرة ومع وجود وسائل إعلام تنقل بالصوت والصورة لقاءات الحكام العرب لشعوبهم أجزم أن بعض الهمزات والضحكات بين الحكام ووزرائهم قد تكون في شأن لا يبعد عن شأن قطط وزيرنا القديم ، علينا أن نكون حذرين كشعوب وحكام من هذه النوعية من الوزراء في البلاط والتي قد يكون هدفها مصلحتها الذاتية والأضرار بالحاكم وعلاقته بشعبه ونحن نشهد بعض الوزراء في عالمنا العربي رغم تخبطانهم والإجماع الشعبي علي إفلاسهم إلي أنهم باقون في مناصبهم فهل يمكن أن نقول أنهم وزراء قطط غير موجودة وأنهم هم القطط السمان.
صحيفة أنحاء
أضيف بتاريخ :2016/12/07