الغرفة رقم (4)!
عبدالله المزهر ..
ما زلت أجد بعض الصعوبة في فهم الجولات التفقدية التي يقوم بها بعض المسؤولين والتي تكون مصحوبة بجيش من الإعلاميين وفي تواريخ محددة ومعلومة سلفا. وإن كنا لا نختلف على أني أعاني من صعوبة الفهم بشكل عام، إلا أن هذا الأمر يبدو صعبا حتى على أولئك الذين لا يعانون من ذات المشكلة التي أعانيها.
ومن المؤكد ـ إن كنتم لا تعانون من صعوبة الفهم ـ أنكم عرفتم أني ألمح إلى جولة معالي وزير الصحة الأخيرة في مستشفيات منطقة عسير.
معالي وزير الصحة من الشخصيات المحبوبة، وقد بدأ الناس يفتقدونه في وزارة التجارة، ولكنهم لم يجدوه بعد في وزارة الصحة، والحديث هنا ليس عن شخصه ولا عن نواياه، ولكن فكرة أن تتفقد مرافق يعلم القائمون عليها أنك ستفعل ويعرفون موعد حضورك تبدو لي فكرة ليست موفقة كثيرا، والكلام هنا ينطبق على وزير الصحة وعلى غيره من المسؤولين صغارا وكبارا.
والشيء بالشيء يذكر، فقد قرأت في أول الأسبوع تصريحا لأمانة المنطقة الشرقية تقول فيه - لا فض فوها - إنها تعتزم تنفيذ حملة تفتيشية شاملة على مستودعات المواد الغذائية، وذلك لمدة 5 أيام وتهدف إلى الالتزام بالاشتراطات الصحية.
والأمانة هنا كانت شفافة أكثر مما ينبغي، فقد حددت الغاية من حملتها والمستهدف من هذه الحملة ومدتها، وأنا الذي كنت أظن أن هذه مهمة الأمانة طوال أيام العام، ولكن يبدو أني ـ إضافة إلى صعوبة الفهم ـ شرير وليس لي قلب رحيم كالأمانة التي أخبرت المخالفين أنها ستزورهم لمدة خمسة أيام ليستروا أنفسهم لأنها لا تستطيع غض البصر أثناء جولتها المفاجئة التي أعلنت عنها.
وعلى أي حال..
فكم من غرفة رقم (4) لا يعلم ما فيها إلا الله والمواطنون، ولعل المواطنة التي طلبت منه زيارة هذه الغرفة دشنت دون تخطيط منها مصطلحا جديدا سيستخدم كثيرا، ستصبح الغرف رقم (4) مصطلحا يدل على ما لا يراد للمسؤول أن يراه، وعبارة تشير إلى بؤر فساد لا يراها ولا يشعر بها إلا من يكتوي بنارها.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/12/09