عبدالله المزهر ..

غفر الله لي فقد كدت أنسى الكتابة عن مجلس الشورى الجديد، وقد مرت أيام مذ أعلنت أسماء أعضاء مجلس الشورى في دورته «السابعة»، والسابعة هذه تعني مرور أربعة وعشرين عاما منذ انطلاق الدورة الأولى.

ومشكلة المجلس الأزلية هي أنه مجلس استشاري للحكومة، في الوقت الذي يتعامل الناس معه ومع قراراته وتصريحات أعضائه ـ المستفزة غالبا ـ على أساس أنه مجلس لتمثيل الناس والدفاع عن مطالبهم لدى الحكومة، والفكرتان مختلفتان تماما ومتعاكستان.

وسبب اللبس الذي استمر ربع قرن، وفي طريقه للاستمرار ربع قرن آخر، هو أن المجلس يقدم نفسه على أنه مؤسسة «برلمانية»، وهذا غير صحيح عمليا.

كل ما أريده في ربع القرن القادم أن أفهم بعض الأمور المتعلقة بهذا المجلس الموقر، فأحيانا نسمع عبارات من عينة «وافق مجلس الشورى على كذا»، وأحيانا يفاجأ المجلس بقرارات يسمع بها للمرة الأولى، مثلنا تماما، وفي أحيان أخرى يرفض المجلس أمورا ثم تقر، ويوافق على أشياء ولا تحدث. وهذه أشياء عصية على الفهم ـ فهمي طبعا ـ. الأسماء الأخيرة التي دخلت عضوية المجلس في دورته السابعة أسماء جميلة في المجمل، لكن مشكلة المجلس لم تكن في يوم ما مشكلة أسماء ولا مؤهلات ولا عقليات، مشكلة المجلس هي في آلياته وصلاحياته التي تعني أن فائدته تكاد تكون شبه معدومة، فما يراد له أن يقر سيقر سواء أراد المجلس أم لم يرد والعكس صحيح.

لا أظن أن سعوديا سيجلس يترقب نتائج تصويت مجلس الشورى وهو قلق أو خائف من ألا يمرر قانون كان ينتظره أو من تمرير قانون أو تشريع يخشاه.

وعلى أي حال..

أتمنى التوفيق للأعضاء الجدد، ولعلهم يؤمنون أن الصلاحيات تنتزع ولا تمنح ويسعون لذلك ليكون مجلسهم نواة لمجالس «برلمانية» حقيقية في المستقبل، وأن يتخلصوا من فكرة أن العضو يجب أن يكون ودودا أكثر مما ينبغي حتى يضمن مقعدا في دورة التعيين القادمة!

صحيفة مكة