على ثقة من نثق بهم..
عبده خال ..
ثمة ثقة تغمرك عندما تأتيك الأخبار ممن تركن إلى أحاديثهم، وعلى صفحات التويتر تناثرت تغريدات عديدة لأصحاب الثقة من مثقفين وإعلاميين لم نعهد عليهم كذبا أو تزلفا، تحمل كلماتهم البشائر عن مستقبل البلد من خلال لقاء جمعهم بالأمير الشاب محمد بن سلمان.
وكانت معظم التغريدات تتسابق في إيضاح ما حدث في ذلك اللقاء الذي جمعهم لمدة ست ساعات متواصلة بولي ولي العهد، ولأن تغريداتهم لم تقفز حاجز الخوف وأبقتنا في حوض الاطمئنان على مستقبل بلادنا وأن الأيام القادمة لن تكون إلا سعدا فاسترجعنا رباطة جأشنا الذي تناوشت صلابته الأخبار الاقتصادية المقلقة حتى حدا ببعض الوزراء تقديم النذر الوخيمة بتصريحات ذهبت بصوابنا إلى حدود الجزع، خاصة أن تلك النذور ارتبطت (أو سايرت) القرارات الأخيرة التي مالت على تحميل المواطنين جزءا من الأزمة الاقتصادية، وجعلت التخوف يزداد في القلوب وضيقت الصدور حتى أغلقت علينا أبواب النور وأوصلتنا إلى يقين بعدم وجود نافذة نطل من خلالها متأكدين أن البلاد مازالت تمتلك القوة الاقتصادية القادرة على إبقاء المواطن بعيدا عن مناظر العوز التي جسدتها نذور أولئك الوزراء.
وإذا كانت كلمات الأمير محمد بن سلمان استطاعت استنهاض كل تلك البشائر من خلال انطباعات الكتاب عما سمعوه أثناء اللقاء وعبرت عنه تغريداتهم بخلق حالة اطمئنان استنادا على ما سمعوه من أخبار سعيدة خلقت حالة انشراح فيجب أن تعمم تلك الحالة، وإذا حمل الكتاب بشائر عن وجود مستقبل باهر للبلد وتوازت مع إعلان الميزانية (اليوم) مما يجعلنا في مقارنة حاسمة بين الأرقام في مصداقيتها والتغريدات (في انطباعيتها) سوف نتأرجح بينهما.
وإن ظهرت الميزانية معاكسة لتلك التغريدات المستبشرة بالغد فهذا لا يعني سقوط الثقة مما حمله الكتاب في أحاديثهم من بشائر، إذ يمكن للميزانية الكشف عن الواقع الراهن وتأزماته بينما يقف خلف تلك الأرقام المحبطة (هذا إذا حملت الميزانية عجزا) بشائر للغد الذي يمكن له تجاوز الحالة الاقتصادية في اتجاه المستقبل من خلال رؤية خلق مصادر متعددة للدخل الوطني..
ومها يكن وضع الميزانية تكون تغريدات المثقفين والإعلاميين الموثوق بمصداقياتهم شارة اطمئنان تربط على قلوبنا من جزعها المفرط...
والملفت أن تلك التغريدات المستبشرة واجهتها ردود من المغردين حملت العتب أو المطالبة بالمساواة في معرفة ما سوف تنتظره البلاد في أيامها القادمة، بحيث لا يكون الاطمئنان مقتصرا على الكتاب والإعلاميين لوحدهم، وأعتقد أنه مطلب عادل يمكن تنفيذه من خلال قنوات عدة تحقق تلك العادلة في توزيع البشائر التي حملتها كلمات من نثق بهم بحيث تكون البشائر عامة وشاملة ويسمع بها كل مواطن كي يطمئن.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/12/22