عبدالله المزهر ..

كتبت بالأمس عن المدارس وعن رغبتي في رؤية أبنائي ينهون المرحلة الابتدائية وهم يجيدون القراءة والكتابة والتفكير واحترام الكائنات الأخرى.

لكن يبدو أني بالغت في الأحلام قليلا وهذه عادة سيئة، يجب أن تكون الأحلام واقفة على أرضية الواقع صلبة حتى لا تقع وتنكسر رقبتها كما يحدث لأحلامي.

بعد رؤية مقطع الطالب الهائج الذي اقتحم المدرسة بسلاح رشاش وسماع بعض الأخبار المشابهة عن طلاب وطالبات لديهم متلازمة «أخذ حقه بدق خشوم»، أصبحت أحلم أن يعود أبنائي في آخر اليوم الدراسي إلى المنزل، لا أكثر ولا أقل. أما مسألة التعليم والدراسة فأمرها هين، ويمكن أن يتعلموا ذاتيا كل ما يمكن أن يساعدهم على التكيف مع البطالة في المستقبل.

وبما أن الحديث وصل بنا إلى الأخ «رامبو تثليث»، فإن من يعرف تلك المناطق يعرف جيدا أن هذا المنظر مألوف هناك، ويكاد يكون من المشاهدات اليومية للمعلمين في تلك المناطق، لكن غياب القانون الصارم والتساهل و«حب الخشوم» ستجعل أي منطقة أخرى تعاني من الأمر نفسه.

وربما يكون مثل هذا موجودا في مناطق أخرى، لكني أتكلم عن هذه المنطقة تحديدا، لأني أعلم ما يحدث هناك يقينا وشاهدت ورأيت الطلاب المسلحين بأم عيني وأبيها. وأعرف معلمين عملوا هناك ولم يكن يهمهم علم ولا تعليم، بل كان هاجسهم الوحيد هو انتظار فرصة الانتقال من أجل أن يكتب لهم عمر جديد.

ومنظر الطالب وهو يقتحم المدرسة ليس المنظر الأشد استفزازا، المنظر المستفز ـ بالنسبة لي على الأقل ـ والذي يفسر كل شيء، هو تجمع «الوجهاء» بعد القبض على الطالب للبحث عن طريقة لإخراجه، واعتبار أن الأمر لم يكن، وأن هذا طيش سيزول إلى آخر ذلك الموال.

وعلى أي حال..

من السهل الكلام عن العموميات والتلميح من بعيد وتحاشي غضب بعض الفئات، لكن هذا لن يحل المشكلة، توجد مناطق في المملكة لديها قابلية للإجرام المغلف بشيء من الهياط والمرجلة والشيلات، بسبب ظروف يجب أن تدرس وتعالج بشكل واضح وجذري وربما مؤلم.

صحيفة مكة