الخط المستقيم لصحة أفضل!
عبدالله المزهر ..
طابت أوقاتكم وجمعكم وجماعاتكم أيها السادة والسيدات، البدينون والبدينات والرشيقون والرشيقات والرياضيون والرياضيات والكسالى والكسولات.
تقول الحقيقة العلمية إن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم، هذه حقيقة علمية لا مراء فيها ولا نقاش حولها. والعلم محايد كما تعرفون، لا يهمه طائفة ولا حزب ولا فكر من تكون الحقيقة في صالحه، وهذا أجمل ما في العلم.
ولذلك فإني أحترم كثيرا من يطالب بشيء لأنه يعتقد أنه من حقه، دون أن يؤلف القصص والنظريات والافتراضات التي تبدو معززة لما يعتقد أنه حقه.
يمكن مثلا أن تطالب بوجود أندية رياضية نسائية لأن هذا حق من حقوقهن، ويبدو هذا حقا طبيعيا ومتفهما. لكن حين تختلط هذه المطالب بأحاديث عن السمنة والدراسات وأنه لا بد من وجود أندية رياضية نسائية لأن المرأة هي الأكثر سمنة حسب دراسات أخرى، فإن التساؤل المنطقي الذي لم تتحدث عنه الدراسات هو لماذا لم تخفف الأندية الرياضية الرجالية من كروش الرجال التي تكاد تصبح عضوا مألوفا يعرف به الرجال كما تعرف الإبل بأسنمتها.
والتبرير أحيانا يفسد بعض القضايا، خاصة حين يبالغ المبرر في تبريراته فيفسد القضية لأنه يتجاوز بها حدود المنطق الذي يمكن تفهمه.
والأندية الرياضية النسائية مثال فقط، يمكن أن يستبدل الحديث عنها بالحديث عن أي أمر آخر اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي.
يمكن القول ـ كمثال آخر ـ حين تمر الدولة بظرف اقتصادي صعب فإنه يمكن تسويق التقشف وزيادة الأعباء على المواطن على أنهما ضرورة وحل وحيد متاح لتجاوز هذا الظرف، لكن أن يبدأ بعض «المجودين» في الحديث عن التقشف على أنه أفضل وضع يمكن أن تمر به أي دولة في العالم، وأن الدراسات أثبتت أن الحياة تكون أجمل بدون موارد مالية، فإن الأمر يبدأ في التحول إلى نوع من أنواع «العبط» كما أثبتت الدراسات.
وعلى أي حال..
لكثرة ما يحب الناس اللف والدوران فقد يصبح الخط المستقيم جزءا من التراث الإنساني المندثر، فاحتفظوا بخطوطكم المستقيمة لأيامكم المنحنية!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/12/30