جريمة رأس السنة المروعة (إعدام #الشهيد_النمر) #وما_قتلوه
علي آل غراش ..
في يوم الجمعة الأول من يناير / 2016 رأس السنة الميلادية ارتكبت #الرياض جريمة مروعة لم يتوقعها أكثر المؤيدين لها لخطورتها الفادحة على البلد والمنطقة بل وعلى العالم، وذلك بإعدام شخصية دينية واجتماعية وسياسية معارضة وهو الرمز #الشهيد_الشيخ_نمر_النمر وعدد من الشهداء الشباب منهم : #محمد_الصويمل و #محمد_الشويخ و #علي_الربح - اعتقل الأخير وهو طفل عمره أقل من 18 سنة -، فهؤلاء لم يعتدوا على أحد ولم يرتكبوا جريمة، كل ما قاموا به هو التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي فقط، فقد تم إعدامهم وقطع رؤوسهم بسبب رغبة العائلة الحاكمة – آل سعود - للانتقام من #الشيخ_النمر ومن يؤيده بسبب آرائه ومواقفه الشخصية - ذات السقف العالي قي بلد يمنع فيه التعبير عن الرأي ونقد السلطة الحاكمة -، أنها سفكت الدماء لتثبت قوة إرادتها القمعية والحديدية الدموية والوحشية، لبث وزرع الخوف لدى كل من يفكر بالتعبير عن الرأي أو نقدها أو التظاهر والاحتجاج بسلمية ضد سياستها، ورسالة لكل من يفكر بتغيير النظام أو الإصلاح.
إعدام #الشهيد_الشيخ_النمر جريمة مروعة وإرهاب رسمي بكل المقاييس، وخطوة لم يتوقعها أي متابع للشأن المحلي والمنطقة بأن تقوم السلطات #السعودية بها لما لها من تداعيات خطيرة في الحاضر والمستقبل في ظل ظروف المنطقة الراهنة والغضب الشعبي.
إن عملية الإعدام وقطع الرقاب في رأس السنة الميلادية لشخصية قيادية كالشهيد الشيخ النمر - في ظل المطالبات والتحذيرات من قبل الشخصيات والمؤسسات والمنظمات الدولية لسلطات الرياض من مغبة وتداعيات إعدام الشيخ النمر - تظهر حالة الجنون والغطرسة والغرور والتعطش لسفك الدماء لمواجهة الشعب بكل الأساليب، فالعائلة الحاكمة تعتبر نفسها في حالة حرب وصراع وجود مع الشعب وكذلك مع الدول المجاورة، فهي مستعدة لخوض الحروب كما تفعل في اليمن مباشرة أو بالوكالة في دول أخرى، كما أنها على استعداد للقيام بكل شيء لتنفيذ الإعدام بحق الشهيد الشيخ النمر وغيره، ومواجهة كل التداعيات.
ومن أجل أن تمرر السلطة السعودية إعدام الشيخ النمر والشباب (بسبب التعبير عن الرأي) للعالم الخارجي قامت في نفس اليوم والوقت وفي 12 مدينة، بإعدام 46 آخرين منهم من لهم قضايا جنائية وإرهابية ومن بينهم أطفال اعتقلوا في سن الطفولة كالطفل مصطفى بكري 13 سنة. وقد تم الزج باسم الشهيد الشيخ نمر النمر والشباب الشهداء الأربعة ضمن تلك الأسماء للإساءة وتشويه سمعة الشيخ النمر، ولكي لا يتم تسليط الأضواء عليه وعلى الشباب بسبب التعبير عن الرأي، ولخلط الأوراق وتضارب الروايات لوسائل الإعلام الخارجي، وتشتيت التركيز على شخصية الشيخ النمر، وهذا هو الهدف الأكبر للنظام السعودي الذي كان يشعر بالخوف من وجود الشيخ النمر حيا ولو كان في سجون الاعتقال مصابا غير قادر على الحركة أو أن يصبح النمر بعد إعدامه وقطع رقبته رمزا وتتحول ذكرى إعدامه بداية السنة الميلادية إلى مناسبة محلية ودولية باسم الشيخ النمر لمقاومة الاستبداد والفساد والانتقام من القتلة.
ولهذا لم تكتفي الرياض بإعدام الشهيد الشيخ النمر بتلك الطريقة الغريبة المروعة وفي أجواء من التعتيم لا صور ولا تحديد مكان الإعدام..، وهذا يدل على الخوف الشديد لدى سلطات الرياض المستبدة القاتلة.
ولأول مرة قامت الرياض بتأجيل الإعلان عن إعدام الشهيد الشيخ النمر إلى يوم السبت الثاني من يناير / كانون الثاني / 2016 كي لا تصبح ذكرى إعدامه يوم الجمعة الأول رأس السنة الميلادية، مما يعطي الذكرى المحزنة أكثر قوة وأهمية، ومن جهة أخرى كي لا يقال أن السعودية سفكت الدماء في يوم الفرح العالمي ببداية العام الجديد.
ويوجد العديد من الدلائل والقرائن التي تشير إلى أن عملية إعدام الشهيد الشيخ النمر الوحشية والجائرة قد نفذت في يوم الجمعة الأول من يناير مطلع العام الميلادي ومنها:
أولا: إن سلطة الرياض تقوم بالإعدام وقطع الرؤوس والجلد عادة في يوم الجمعة وهذا متعارف عليه من عقود طويلة.
ثانيا: إن السلطات #السعودية الأمنية تقوم بإجراءات أمنية متشددة جدا وبسرية تحيط عمليات الإعدام، ولا يتم الإعلان عن تنفيذ الإعدام إلا بعد ساعات من نجاح عمليات تنفيذ الإعدام القصاص في المواقع العامة كالأسواق وبحضور عدد من الناس، بعد أخذ أقصى الاحتياطات الأمنية خوفا من ردود الأفعال.
ثالثا: السلطات السعودية أعلنت عن تنفيذ الإعدام ضد الشهيد الشيخ النمر ومن معه من الشهداء الشباب (بسبب التعبير عن الرأي) في صباح يوم السبت وهو يوم إجازة رسمية وبالتحديد عند الساعة التاسعة حيث يعتبر هذا الوقت مبكر في يوم الإجازة فمعظم الناس ربما لم يستيقظوا من نومهم، والحكومة السعودية قد اختارت هذا الوقت الميت للإعلان للتقليل من حجم ردود الأفعال.
رابعا: من المستحيل أن تقوم الحكومة السعودية بالإعلان عن إعدام #الشهيد_الشيخ_نمر_النمر في نفس الوقت الذي نفذ فيه حكم الإعدام وهو يوم السبت وفي الصباح قبل أن تمر ساعات طويلة على التنفيذ، ودون ترتيب مسبق للإجراءات الأمنية في الداخل وبالخصوص في المنطقة الشرقية ذات الأهمية الإستراتيجية، إلا بعد الانتهاء من كافة الأمور المتعلقة بعملية الإعدام المروعة، فهي تعلم كيف كانت ردود الفعل عند اعتقال الشيخ النمر وهو مصاب.
خامسا: الإعلان عن الإعدام صباح السبت هذا يؤكد أن السلطات السعودية نفذت عملية القصاص المثيرة ضد الشهيد الرمز الشيخ النمر والشهداء الشباب قبل ساعات طويلة مضت وهذا يعني الدخول ضمن ساعات يوم الجمعة.
سادسا: عملية الإعدام ضد البطل الشهيد النمر والشباب الشهداء نفذت في مواقع مغلقة خاضعة للسلطات الأمنية، وهناك تسريبات تؤكد ذلك وفي يوم الجمعة الأول من يناير 2016. وبحضور وإشراف شخصيات من العائلة الحاكمة، لتدل على وجود الانتقام الشخصي.
لقد ارتكبت الرياض جريمة ومجزرة بإعدام الشهيد #الشيخ_نمر_النمر، وسفكت دماءا بريئة لمجرد التعبير عن الرأي، فالأوضاع في البلاد والمنطقة ليست بحاجة للمزيد من الدماء والقتل والتوتر. ومهما حاولت سلطات الرياض من نشر الروايات ضد النشطاء السلميين ومن ضمنهم الرمز الشهيد الشيخ النمر وبقية الشباب الشهداء (بسبب التعبير عن الرأي)، وتغيير يوم إعدامه، واعتقال جسده ورفض تسليمه لأهله ومحبيه لدفنه، يؤكد أن السلطة ما تزال تشعر بالقلق والرهبة من الشهيد الشيخ النمر ومن اسمه وجثته، وعملية اعتقال الجثث تؤدي للمزيد من الاحتقان والانفجار القادم.
وإذا سلطات الرياض تعتقل جثث الشهداء ومنهم الشهيد الشيخ النمر، فأن الأحرار والشرفاء في العالم سيجعلون قلوبهم قبورا لهم، وسيجعلون كل الأيام باسم #الشهيد_النمر، وسيحيون ذكرى شهادته منذ اليوم الأول لمطلع كل عام، وسترفع صور الشهيد النمر والشهداء، وستردد خطاباته وكلماته في كل العالم وبكل اللغات مع رأس السنة الميلادية (فمن المهم اعتماد الأول من يناير ذكرى شهادته).
مع إعدام الشهيد #الشيخ_النمر والشباب الشهداء (بسبب التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي) في اليوم الأول من السنة الميلادية قد بدأت مرحلة جديدة في البلاد والمنطقة ستزيد روح الصمود والإصرار على المطالبة بالتغيير والإصلاح، ورفض المستبدين والمفسدين والقتلة، لأن هناك أرواح بريئة قد قتلت ظلما وجورا والله هو المنتقم وسيُسبب الأسباب للانتقام من القتلة، والأيام ستثبت ذلك وقد بدأت تظهر الأسباب.
اعتقال وإعدام النشطاء ومنهم الشهيد الشيخ النمر ليس حلا للمشاكل والأزمات الداخلية، البلاد بحاجة للإصلاح الشامل والتحول إلى وطن للجميع حسب دستور يمثل إرادة كافة المواطنين في ظل العدالة والحرية والتعددية والديمقراطية، بعيدا عن العنف والدماء والقتل.
وأخيرا دماء المناضلين السلميين الأبرياء كالشهداء الأبرار إذا سفكت على الأرض فهي لا تجف بل تتحول إلى نبراس مشع لطريق الصمود والكرامة والحرية والإصلاح الشامل للأحرار والشرفاء والأجيال القادمة.
أضيف بتاريخ :2016/12/30