لا بد أنكم تشعرون اليوم بالتغيير!
عبدالله المزهر ..
اليوم هو اليوم الأول من العام الجديد، وكما تلاحظون فإنه يشبه اليوم الأخير من السنة الماضية. تجذبنا البدايات الجديدة ليس لأنها مختلفة ولكن لأننا كائنات «تأمل»، السبب الوحيد لقاء كثير من البشر على قيد الحياة أنهم يحلمون بغد أفضل، ولو اقتنع الإنسان أن هذا الغد لن يأتي فإن تشبثه بالحياة أمر عبثي لا معنى له. ولن يكون وقتا ملائما أن نأمل في تغييرات تحدث يوم 10/3 أو 18/7، لأننا تعودنا أن تكون أمنياتنا مرتبطة بأرقام مميزة مثل 1/1.
نفعل ذلك مع أننا نعلم يقينا أن أرقام التقويم لا تعني شيئا، فاليوم الأول من التقويم الميلادي هو يوم عادي في تقويم آخر، والعكس صحيح أيضا.
ولست مع أو ضد أن يعبر الناس عن أمنياتهم في أوقات محددة، ولكني فقط أريد أن أفهم لماذا يفعل السعوديون ذلك في الأيام الأخيرة والأولى من التقويم الهجري والميلادي مع أن أهم تقويم في حياتهم هو تقويم السنة الهجرية الشمسية.
وبالطبع فإني لا أطبق نصائحي على نفسي لأن نصائحي ـ كما تعلمون ـ للاستخدام الخارجي فقط، فأنا كذلك أوزع بعض الأمنيات على أبواب الأعوام الجديدة، لكني أعترف أنها أمنيات شخصية تتعلق بالثراء والسعادة ولا علاقة لها بمشاكل العالم، مشاكل العالم ستفسد أحلامي فقط ولن تحل، ولعل عجوزا مصرية كانت تعرف هذه الحقيقة حين سألوها في برنامج تلفزيوني عن أمنياتها للعام الجديد فقالت «أن تقوم القيامة»، لأن هذا هو الحل الحقيقي والوحيد والمنتظر للصداع الذي يعبث برأس الكرة الأرضية.
وعلى أي حال..
سيكون المجرمون والقتلة هم نجوم العام الجديد ـ في كافة التقاويم ـ كما يحدث في كل عام، وسيدفع الناس البسطاء أهل الأرض والسماء ثمن الحروب والصراعات والنزوات والخيانات. وفي العام الجديد لن تتوقف مسيرة حكومات العالم نحو تحويل الإنسان إلى سلعة أو زبون أو ضحية حرب. وسينتهي هذا العام ـ في كل التقاويم ـ وسيكون اليوم الأول من العام الذي يليه فرصة ليجدد الإنسان رغبته في الحياة من خلال «الأمل» بأن القادم أفضل.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/01/01