قطار الترفيه المعطل!
خالد السليمان ..
كانت الصحف الكويتية تنشر زاوية يومية خاصة بالأنشطة الترفيهية تحت عنوان «أين تذهب هذا المساء»، تشمل العروض المسرحية والسينمائية والمعارض الفنية، وما زالت بعض الصحف المحلية في مدن عديدة حول العالم تنشر نفس الزاوية!
هيئة الترفيه السعودية تمارس معظم أنشطتها بـ«الدس»، فلا نعرف عن الفعاليات التي تنظمها سوى بعد انتهائها أو عبر ما يتسرب من أصدقاء مجموعات «الواتس أب»، وربما كان «الدس» هدفه تفادي بعض ردود الأفعال السلبية التي قد تشوش على هذه الأنشطة، لكن الحقيقة أنني أراها «تتوارى خجلا» من ضعف هذه الأنشطة ورداءة محتوى العديد منها كعروض الـ«ستاند
ـ أب كوميدي» البذيئة!
والهيئة تزعم أنها ترحب بالانتقادات وتستقبل الاقتراحات، لكن الواقع أنها «تطنش» معظم الانتقادات، وفشلت في فتح قنوات التواصل مع الإعلام والمجتمع، وتعيش في أبراج معزولة، بدليل عجزها طيلة المدة الماضية عن التعرف على ما يريده المجتمع من أنشطة ترفيهية تناسب ذوقه والسعي لفرض نمط معين مستورد من الترفيه الرديء أو المكرر حد الملل!
الأسبوع الماضي فعلت الهيئة أخيرا ما أراه خطوة على الطريق الصحيح عندما عقدت ورشة عمل دعت إليها ١٣٠ مستثمرا ومهتما بصناعة الترفيه، كان شعارها «معا نبني قطاع الترفيه»، ولعلها خطوة على طريق تخلي الهيئة عن لعب دور متعهد الحفلات الذي كادت تقع في أسره، لتتفرغ لدورها الأساسي وهو العمل كمنظم لقطاع الترفيه لا مقدم لخدماته!
باختصار.. الهيئة ليست بحاجة لفهم دور القطاع الخاص في صناعة الترفيه وموقعها كجهة منظمة منه وحسب، بل بحاجة أيضا لتنظيم مسابقة ترفيهية لشرب حليب «السباع» لعلها تكتسب الشجاعة اللازمة لإطلاق قطار الترفيه دون خوف أو وجل!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/01/04