إحصائية غير رسمية لكنها حقيقية
هايل الشمري ..
لا أعتقد أننا بحاجة إلى إحصائيات للتأكد من تأخر ترتيب المملكة في سرعة الإنترنت، فقط جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي موصول بشبكة إنترنت كفيل باليقين من وجودنا في ذيل قوائم إحصائيات الإنترنت في العالم!
لذا كانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حذرة في عدم تكذيب الإحصائيات التي تبين بطء الإنترنت في المملكة، واكتفت بالقول إنها إحصائيات غير رسمية، لأنها تعلم بأنه لا يمكن لـ24 مليون مستخدم إنترنت في السعودية أن يصدقوها ويكذبوا سرعة الاتصال التي أمامهم!
لاحظوا أنني لم أتحدث بعد عن تكلفة الإنترنت في المملكة، لأنها هي الأخرى قصة يطول الحديث فيها، خصوصا عندما نقارن أسعار خدمة الإنترنت التي تقدمها الشركات العاملة بالمملكة مع ما تقدمه نظيراتها في الخارج.
الأكثر سخرية من ذلك، أن شركات في الخارج تملك فيها شركاتنا الوطنية حصصاً إستراتيجية، مع هذا تقدم هناك خدمات إنترنت بجودة عالية وأسعار أقل بكثير مما تقدمه الشركة الأم في المملكة!
أحد أبرز مسؤوليات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والمنشورة على موقعها الرسمي، تؤكد على سعيها نحو تقديم خدمات اتصالات متطورة وكافية وبأسعار مناسبة. لكن الحقيقة أن الهيئة هي نفسها حجر عثرة أمام تقديم شركات الاتصالات المحلية خدمات اتصال وإنترنت بأسعار تنافسية وجودة أفضل، بدليل إجبار الشركات العاملة في قطاع الاتصالات على سحب بعض العروض المقدمة، وإيقاف بعض الخدمات من "إنترنت مفتوح المدة" وغيره.
أواخر عام 2015 قلت إنه بإمكان أحدنا فتح أحد المواقع الإلكترونية والذهاب إلى المطبخ لإعداد كوب قهوة، ثم العودة إلى جهازه، ليجد المتصفح وبسبب ضعف الشبكة ما يزال يزاحم للدخول إلى الموقع المراد فتحه!
أعود بعد أكثر من عام لأقول إنه بإمكاننا الآن، ليس إعداد كوب قهوة فحسب، بل ووجبة عشاء دسمة أيضاً، قبل أن ينجح اتصال الإنترنت لدينا في الوصول إلى موقع ما على الشبكة العنكبوتية!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/01/05