«إحنا وين.. والديموقراطية وين»؟!
علي أحمد البغلي ..
صُدمت والمئات من أهل الكويت مثلي، باطلاعنا على أحد المخرجات الأخيرة لمؤشر الديموقراطية العالمي.. هذا المؤشر أفادنا أو صدمنا ــــ لا فرق ـــ للأسف، عندما ركّز على مراكز الدول العربية بالديموقراطية.. وقبل أن ندخل في تفاصيل ذلك المؤشر شعرنا بالفخر لوهلة بسيطة! لأنه بالاطلاع على ذلك المؤشر كانت صدمتنا غير مسبوقة لمركز الكويت بالنسبة الى الديموقراطية العربية! وقبل أن نكشف عن مركز الكويت في ذلك المؤشر بالنسبة إلى العالم العربي، وليس الآسيوي أو العالمي، سنذكر لكم معايير القياس في ذلك المؤشر الذي لم يورد معلوماته الصادمة بشكل عشوائي!
فمعايير القياس في ذلك المؤشر هي «الحريات المدنية» و«العملية الانتخابية» و«الأداء الحكومي» و«التعددية»… وهي معايير سقطت فيها حكوماتنا ومجالسنا المتعاقبة.. لا عالمياً ـــ بل للأسف عربياً ـــ فالكويت التي نتباهى كحكومة وكشعب بوجود مجلس أمة وتمثيل شعبي منذ 6 عقود، تربّعت ـــ يا سادة ـــ في ذلك المؤشر على المركز الثامن عربياً!
وهذه كارثة بكل المقاييس توجب علينا إعادة النظر في ممارستنا كحكومة وكمجالس منتخبة في ما يقال عنها انها ديموقراطية كويتية!.. وحتى لا أضع القارئ الكريم في حيرة عن ذلك المستوى المتأخر للكويت في مؤشر الديموقراطية العربية، فسأسرد مراكز كل الدول العربية التي سبقتنا، والقليل منها التي سبقناها في ذلك المؤشر!
في ذلك المؤشر تونس كانت رقم 1 ولبنان رقم 2 والمغرب رقم 3 وفلسطين رقم 4 والعراق احتل المركز الــ 5، والجزائر رقم 6 والأردن رقم 7، أما دولتنا العزيزة (الكويت) فقد احتلت بالكاد المركز رقم 8، ومصر 9 وقطر 10!
أما بقية الدول العربية فلم تحتل أي مركز في ذلك المؤشر «وكفى الله المؤمنين القتال»!
* * *
فدولتكم العزيزة، وديموقراطيتكم، التي تفتخرون بها حصلت على المركز «قبل الأخير» برقمين! وهي حقيقة صارخة، يجب على الجميع أن يصحوا عليها، ويزيلوا عن أذهانهم وتفكيرهم أن لدينا ديموقراطية حقة.. فديموقراطيتنا، كما يتبين من ذلك المؤشر، تشوبها الشوائب.
هذا هو التشخيص.. أما الأسباب فلا يتسع لها هذا المجال، ونتركه لمجالات وفرص أخرى.. ولا عزاء لأهل الكويت في هذا الزمن الرمادي.. «وين ما يطقونها عوجه»!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/01/05