الفكر الداعشي وصل إلى بورتوريكو!
مريم الشروقي ..
نناقش مليّاً مسألة الفكر الداعشي الإرهابي المتعصّب والمتطرّف، وحاولنا في أكثر من محفل إلقاء الضوء على أهمّية محاربة الفكر التكفيري، ووقاية أبنائنا منه، لأنّ أوّل سلاح له هو غسل أدمغة الأبناء من الشباب.
هناك اتّهامات بأنّ الشاب البورتوريكي استبان سنتياغو ذا الـ 26 عاماً، قد يكون متورّطاً بالفكر الإرهابي، وهذه حادثة جديدة ليست على الولايات المتّحدة الأميركية، بل على بورتوريكو ذات الغالبية الكاثوليكية!
ما قام به سنتياغو هو عمل إرهابي مع كل ما تحمله الكلمة، وسواء كان من فكر الدواعش أم لا، فما قام به اهتزّت له القلوب، ونعلم بأنّ القضاء الأميركي لن يدعه طليقاً بسبب ما قام به. ولكن هذا يُرجعنا إلى المثلّث الذي نتحدّث عنه دائماً، الفكر الإرهابي، لماذا لا يقوم علماء الاجتماع بدراسته، سواء تطرّف الدواعش وغيرهم، فكل من يقتل النّفس ويعذّبها هو إرهابي، ويجب وقاية المجتمع منه. والمشكلة هي إنّنا لا نرجع إلى العلم ولا إلى العلماء في معرفة الفكر أو الظواهر، ونحتاج ما نحتاج إليها اليوم أكثر من السابق.
في أوطاننا العربية أصبح للفكر الداعشي التكفيري قاعدة عريضة في صفوف الشباب الصغير بالذّات، ودائماً يختار هذا الفكر دغدغة المشاعر عبر الدين، وللأسف أصبح الدين هو المنفذ لغسل الأدمغة وسفك الدماء وانتهاك الأعراض.
ما يحدث هذه الأيام يجعل الجميع في حالة خوف شديد، ولا يجب علينا الخوف، بل يجب علينا مهاجمة الفكر وعدم جعله يتغلغل كالسرطان إلى أدمغة الشباب، وأن نبدأ بمحاسبة من يُروّج للقتل وسفك الدماء، فهو الرأس المدبّر وهو المحرّض على الدول والحكومات.
قالها كارل ماركس الدين أفيون الشعوب، وإذا أردنا ضرب النّاس في بعضهم بعضاً، أو عدم تعايشهم مع بعض، بدأنا بتأجيج العنصرية والفئوية والفتنة عبر منابر الأديان، فهي سلاح فتّاك تصيب القلوب قبل العقول، وتجعل الناس مثل المخدّرين، لا يعرفون ما أمامهم وما خلفهم، ولا يعون خطورة الأخذ بهذا الفكر!
دراسة علماء الاجتماع ومؤتمر يضمّهم جميعاً من أنحاء العالم، حول الفكر المتطرّف والفكر التكفيري والفكر الإرهابي، سنخرج منها بحصيلة نتائج وتوصيات، تجعلنا نعرف كيفية الوقاية منهم.
منذ أن بدأ الفكر المتطرّف على جميع الديانات بدأ انهيار الدول، وبدأ الصراع، وللأسف الدواعش يعرفون كيف يسوّقون له ونحن في غفلة وسبات، ويجب ألاّ تكون مهمّة وزارات الداخلية بكل العالم في القضاء على الخلايا الإرهابية، بل تكون مهمّة مؤسّسات المجتمع المدني وقادة الرأي أيضاً، فالجميع متضرّر من هذا النوع من الفكر المدمّر.
وصل الفكر الداعشي إلى بورتوريكو، وهي دولة موجودة في أقصى المعمورة من جزر الكاريبي، وإن صدقت الاتّهامات، إلى أين سيصل هذا الفكر التكفيري المرّة القادمة؟ نعتقد أنه سيصل إلى القطب المتجمّد الشمالي أو الجنوبي!
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2017/01/09