آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مازن عبد الرزاق بليلة
عن الكاتب :
عضو مجلس الشورى

الحقوق المتبادلة


مازن عبد الرزاق بليلة ..

لو كان (تويتر) رجلًا لحصل على شهادة تكريم، وتقلد أرفع الأوسمة الإنسانية، بعد إنقاذه لطفلة رضيعة من موت محتم، بين يدي قبضة جبار، فقد الرحمة من قلبه.

بعد انتشار قصتها وتفاعل الآلاف معها، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خالد أبا الخيل، تسليم الطفلة المعنّفة دارين إلى والدتها، واعدًا بتطبيق الأنظمة بحق المعنِّف، وكانت والدة الطفلة دارين أطلقت وسم #ام_تريد_بنتها_بحضنها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، طالبة فيه بإنقاذ طفلتها من طليقها والد الطفلة، الذي يرسل لها مقاطع مصورة يعذب فيها الطفلة انتقامًا منها.

مناظر مقاطع التعذيب، كانت قاسية، ومؤلمة وتحرك مشاعر الحجر، ليتألم ويفزع خوفًا من إزهاق روح برئية، فشكرًا لكل من ساهم في إطلاق سراحها، وعلى رأسهم تويتر، ووزارة العمل، وكل من نقلها ونشرها، ويجب أن يأخذ الأب المجرم حقه من العقوبة التعزيرية حتى لا يبطش بها أو بغيرها، مهما كانت ملابسات القضية معقدة، فلكل مسألة جواب، ولكل عقبة شرع، وقانون.

لا أعتقد أن العنف الأسري سيقف عند هذا الحد، ولا أعتقد أن مغامرات تويتر سوف تقف عند هذا الحد، ولا أعتقد أن مسؤوليات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ستقف عند هذا الحد، فالبشر بشر، والظروف الاقتصادية ضاغطة، والإنسان ضعيف بطبعه، وقد يلجأ إلى حل مشكلاته بممارسات غير إنسانية.

يجب أولًا، التصدي لها، وكشفها وفضحها، ومعاقبة المتسبب فيها، وثانيًا، يجب على الجهات الحكومية والأمنية المعنية بمكافحة العنف الأسري، أن تبادر إلى نشر الوعي به، ولا تنتظر وصول الأمر إلى حالات ميؤوس منها، وذلك عن طريق نشر ثقافة الرحمة، والحقوق المتبادلة، بين أفراد الأسرة الواحدة.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
لا يمكن لأحد أن يصبح كبيرًا، عن طريق احتقار وإذلال وتصغير غيره.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/01/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد