اعتقال ’نذير’ قمع للحرية واغتيال للفكر الأصيل
علي آل غراش ..
ويستمر مسلسل التصعيد والترهيب والتخويف الحكومي للشعب عبر الإعدامات الجائرة والتعذيب والملاحقات والاختطافات والاعتقالات التعسفية الهمجية من الطرق أو من المنازل أو القبض من قاعة المحاكم بشكل مفاجئ كما حدث للكاتب السيد نذير الماجد الذي اعتقل يوم الأربعاء 18 يناير 2017 بعد النطق بالحكم الابتدائي ضده في محكمة تفتقد للشفافية ومعايير المحاكم العادلة، ودون فسح مجال له للاستئناف كحق قانوني، إذ ينبغي عدم سجنه حتى تنظر محكمة الاستئناف في القضية.
لقد ذهب السيد الماجد لوحده للمحكمة في الرياض واثقا من براءته ولديه أمل بأن تنصفه المحكمة مما وقع عليه من ظلم من اعتقال سابق 2011 لنحو عام ومنع من السفر ومن الكتابة ل نحو 5 سنوات(بسبب مقال). إن الحكم بالسجن لمدة 7 سنين بسبب مقال قد كتب قبل 6 أعوام حكم انتقامي لا علاقة له بالقضاء.
القبض على السيد الماجد من قاعة المحكمة بعد النطق بالحكم ضده بالسجن 7 سنوات شكل صدمة للمتابعين والحقوقيين والنشطاء والمثقفين في كل مكان، وطعنة واعتداء على حقوق الإنسان وحرية التعبير، وترهيب وتخويف، فهو ليس مجرما ولم يعتد على أحد لكي يتم الحكم عليه بهذا الحكم القاسي الجائر ، فهو أستاذ ومربي ومفكر وكاتب مع احترام حقوق الإنسان ضد العنف وقامة فكرية وطنية وإنسانية.
السيد نذير الماجد ليس مجرد كاتب من الطراز الفريد في الثقافة المتنوعة والفلسفة العميقة والأسلوب الرائع والفكر الأصيل فقط، بل هو الكاتب المثقف الحر والمفكر الذي لا يساوم ولا يتنازل عن المبادئ والقيم، ولا يجامل على حساب الحرية والكرامة، ولا يتعامل بحسب المصالح ساس وسياسة الممكن الضيقة، همه الكبير النهوض بالأمة وتجديد الفكر واكتشاف المعارف والعلوم والاستفادة من تجارب المفكرين والشعوب الحرة التي حاربت الجهل والتخلف والقمع والاستبداد بأنواعه.
يبرز نذير بفكره وعطائه كمفكر ومثقف في عصر كثر فيه أصحاب المصالح والمشالح والمجاملات والمدح والتطبيل لمن يشوه الفكر ويعتقل الكلمة الحرة ويقتل الأحرار وينشر الخوف والاستبداد، في زمن قل فيه من يقول كلمة حق بحرية ويدافع عن كل مظلوم حر بسبب الفكر والتعبير عن الرأي الحر، وبالخصوص من قبل شريحة تسمى بالمثقفين الذين اختاروا التواجد - لا الوجود - حسب التفصيل والمقاس المحدد من قبل الحاكم المستبد لخدمة سلطانه، بلا حرية ولا المطالبة والتضحية لأجلها، فالحرية والتفكير هما منبع الإبداع والوجود للإنسان وبالخصوص للمثقف.
الكاتب والمفكر نذير الماجد ربان سفينة حرية الفكر والكلمة الحرة يقودها بفن ودراية في بحر الصراع والتحدي، والتشويه والاستغلال للفكر والتراث والدين والثقافة والأعراف والتقاليد ..، يصعد أعلى الأمواج الهائجة لمحاولة ترويضها وتلوينها بألوان الأمل والحرية والكرامة والعطاء والإباء والتضحية.
الكاتب نذير الماجد يملك القدرة على التعبير وإيصال الفكرة بطريقته وأسلوبه الفني المتميز بفضل ثقافته الواسعة واهتمامه بنهضة الأمة، فهو عاشق للفكر وللفنون والجمال والحياة مع الحرية والكرامة والتضحية، يقلب للقارئ صفحات الحضارات السابقة والمعاصرة، ويطرح آراء المفكرين ويناقش الفلاسفة، ويقدم الكلمة الطيبة بفكر راقي وشاعرية محببة، يسير على حد السيف برشاقة وخفة دون الجرح والسقوط والكسر. فهو كاتب شجاع ملتزم بالمبدأ لا يساوم على الحرية والكرامة، ولا يمدح ولا يجامل من يعتدي عليهما.
السيد نذير الماجد كاتب يرفض العنف والاعتداء والجهل والتكفير واستغلال المثقفين والدين، فهو مع الحرية والكرامة وتجديد الفكر والاستفادة من علوم الأمم ومنها الفلسفة، إنه يستحق الاهتمام والتقدير بل هو قامة وطنية وإنسانية.
اعتقال الكاتب المفكر الحر السيد نذير الماجد من قاعة المحكمة مباشرة في أول جلسة للنطق بالحكم الابتدائي وهو السجن لمدة 7 سنوات بأمر من القاضي شكل صدمة كبيرة للمتابعين، فالماجد متهم على قضية تتعلق بكتابة مقال (التعبير عن الرأي)، وهو غير معتقل أو مسجون ولا يشكل خطرا ليتم اعتقاله من قاعة المحكمة في جلسة النطق بالحكم بتلك الطريقة، وينبغي أن لا يسجن حتى تنظر محكمة الاستئناف في قضيته.
وللمعلومية السيد الماجد قد وصل للمحاكمة لوحده ولديه أمل بالبراءة وتعويضه وإنصافه مما وقع عليه من ظلم عبر تعرضه للاعتقال التعسفي في أبريل عام 2011 ثم الإفراج عنه يوليو من عام 2012، ومنعه من السفر ومن الكتابة منذ ذلك التاريخ !!.
إن اعتقال السيد الماجد والحكم عليه 7 سنوات بالسجن، هو جزء من مسلسل الفوضى والهمجية والقمع، والتخويف والترهيب الرسمي الحكومي للشعب ولكل حر شريف، ودليل على أن البلاد تدار بطريقة بوليسية قمعية في خدمة العائلة الحاكمة والجهات الأمنية لا وجود للقوانين وفصل السلطات ولا وجود للمؤسسات وإنما بلد يدار بمزاج العائلة الحاكمة وكأن الوطن مجرد مزرعة خاصة.
الكاتب السيد نذير الماجد قدوة وأنموذج للكاتب المثقف الشجاع المتمسك بالحرية والكرامة والقيم السامية، فهو يستحق التضامن وكلمة حق وموقف داعم ومساند من كل الأحرار والشرفاء وبالخصوص من المثقفين والنشطاء.
أضيف بتاريخ :2017/01/19