الحياة في حفرة مندي!
عبدالله المزهر ..
تحاط أغلب المدن السعودية هذه الأيام بمضارب المخيمين، والذهاب إلى المخيمات ترفيه شتوي معتاد وفيه يستبدل الناس طبيعتهم الصيفية ويذهبون للمخيمات بدلا من الاستراحات.
وفي رحلة الشتاء والصيف إلى المخيم والاستراحة ترفيه عظيم لو علمت به هيئة الترفيه لجالدت الناس عليه بالمشاعيب ولطفقت تملأ الأرض مخيمات واستراحات بدلا من الحديث عن السينما وغيرها من الموبقات التي قد لا تدر أرباحا بما يكفي.
فالمخيم الذي يتكون من خيمتين ودورة مياه غريبة الأطوار يتم تأجيره على المواطن مدمن الترفيه بمبلغ يتجاوز أحيانا الألفي ريال لليلة الواحدة.
ولعل البعض هداهم الله يعتبر أن الأسعار غير منطقية إذا قورنت هذه المخيمات بالفنادق والمنتجعات العالمية ذات الخمس نجوم في دول العالم السياحية التي تجري من تحت فنادقها الأنهار وتطل غرف استراحاتها على البحيرات وتسير في ردهاتها الحسناوات.
وهؤلاء يتجاهلون عن جهل أو سوء نية أنه توجد فروق جوهرية تكون معها الأسعار عادلة وفي متناول الباحثين عن الرفاهية، هؤلاء المغرضون يتجاهلون ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ أن تلك الفنادق والمنتجعات لا يوجد بها «حفرة مندي»، وهذا فرق جوهري لا يتعامى عن وجوده إلا من في قلبه مرض.
ولذلك ومن باب الواجب الوطني والنصح لمن تولى أمر الترفيه فإني أنصح هيئة الترفيه أن تفكر جديا في الاستثمار في المخيمات، وأن تكون فيها إدارات مسؤولة عن بيع شاهي الجمر، وأخرى لتوزيع الحطب بأسعار في متناول الجميع، ويمكن أن تعمل هذه الإدارات في فصل الصيف في توزيع المعسل ومستلزماته على الاستراحات.
وعلى أي حال..
فإن هذا التوجه سيكون مفيدا ومتوافقا مع إمكانات الهيئة الموقرة ولن يجعلها تضطر إلى مواجهة أي اعتراضات أو البحث عن فتاوى. وبالطبع فإنها ـ أي الهيئة ـ يجب أن تؤمن بأنها مسؤولة عن الترفيه في المملكة كلها وليس في الرياض وجدة فقط، وهذا يتطلب احترام التنوع الثقافي، فالمخيمات مثلا ليست موجودة في الجنوب، ويمكن استبدالها هناك بخدمة توفير التيوس في مطاعم تهامة في الشتاء وتنسيق حفلات العرضة في الصيف.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/01/20