خذلتنا يا جامي!
عبدالله المزهر ..
صحيح أني لم أكن أعرف جامبيا ولم أسمع بها من قبل لكن هذا ليس مبررا كافيا لتجاهل ما حدث هناك.
وأعترف أني شعرت بشيء من الإحباط للنتيجة التي آلت إليها الأمور، كنت أتمنى أن يتمسك الرئيس المنتهية ولايته بموقفه وأن يرفض تسليم السلطة للرئيس الفائز في الانتخابات.
أعجبتني شخصيته المستبدة وكنت أعد العدة مع بعض الأصدقاء من محبي الشيلات لتركيب مقاطع فيديو فيها لقطات للزعيم الذي نسمع به للمرة الأولى مصحوبة بشيلات حماسية تبين مدى إعجابنا في طغيانه.
لكن الرجل خذلنا ورضخ للضغوط وقرر أن يسلم السلطة ويحصل على بعض الضمانات التي تحميه هو وحاشيته ووزراؤه والمقربون منه من أي ملاحقات مستقبلية.
هذه التطمينات خففت الأمر علينا قليلا، وشعرنا بأن إعجابنا به لم يذهب سدى، فهذه التطمينات تدل على الأسباب التي كانت تمنعه من التنحي، فقد كان فاسدا فيما يبدو وهذا سبب آخر يدعو للإعجاب لا يقل أهمية عن الإعجاب به لمجرد أنه طاغية فقط.
وفخامة الأخ الرئيس جامع أو «جامي» كما ينطقها أهل تلك البلاد، كان فرصة للتجديد في الشكل مع الحفاظ على المضمون، فنظرة سريعة على «الأبطال» الذين يتم تمجيدهم وتصنع منهم أيقونات الخلاص في الوطن العربي الكبير بكافة طوائفه ومذاهبه ومشاربه تبين أنهم في الغالب إما طغاة مستبدون أو قتلة مجرمون. وبالطبع فإن كلا يختار الطاغية المحبب إلى قلبه بناء على مذهبه أو «سمته»، فصدام بطل أسطوري يكاد يعبده البعض، وآخرون يرون في بشار أو نصر الله مثالا للمخلص المنتظر. في أحايين كثيرة يكون الأمر مثل تشجيع فرق كرة القدم، تجد أنك تميل لطاغية لا تستطيع الفكاك من حبه حتى وهو يخسر في كل ميدان.
وعلى أي حال..
المطمئن في الأمر أنه من المؤكد ظهور طغاة ومجرمين جدد وبأشكال وألوان مختلفة، ولن يكون خذلان جامي سببا في الإحباط وسيظهر في آخر المطاف مستبد مستورد يصنع منه بطل تغنى عنه الشيلات واللطميات.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/01/24