زمن الحرب المعلوماتية
حمود أبو طالب ..
عشنا خلال هذا الأسبوع أزمة تصدرت المشهد الإعلامي بعد أن أشغلت كثيرا من الجهات الرسمية واستنفرتها من أجل محاصرتها وإنهائها بأقل الأضرار. هي أزمة الهجوم الإلكتروني بواسطة فيروس شامون «وليس شمعون، بحسب أحد أساتذة الأمن الإلكتروني في جامعة الملك سعود»، وهذا يؤكد أن المملكة في حرب أخرى لا تقل هوادة عن الحرب العسكرية أو المواجهات السياسية الساخنة، بل ربما تكون في بعض الجوانب أشد خطراً منها.
لم يعد السلاح العسكري وحده آلة الحرب وعدتها لأن مفهوم الحرب ذاته تغير، فلم يعد اليوم مهماً قتل جنود العدو أو احتلال أرضه، الأهم من ذلك هو احتلاله معلوماتيا واستخدام معلوماته ضده من خلال التحكم بها وتوظيفها لتدمير مقدراته ومكتسباته وإرباك خططه وبرامجه في كل المجالات.
وفي حلقة برنامج الثامنة مساء الثلاثاء التي استضافت بالإضافة إلى خبراء ومسؤولي الأمن الإلكتروني شابين من الهاكرز سابقا، أكد هذان الشابان أن بعض الجهات الحكومية تستخدم برامج حماية مستنسخة بشرائها جاهزة أو حتى استخدامها من شبكة الإنترنت كما يفعل أي شخص لا يعي خطورة اختراق حاسوبه، وإذا صحت هذه المعلومة فإن هذا تساهل خطير وإهمال جسيم، إذ ماذا تعني أقسام تقنية المعلومات والأمن الإلكتروني فيها، وأين تذهب الميزانيات الضخمة المرصودة لها. أتذكر قبل سنوات عديدة أن أحد المستشفيات الأمريكية كان يكلف قسم المعلومات بفحص كل أجهزة الحاسب الآلي بشكل دوري، وأحيانا كل أسبوع، للتأكد من أنها محمية بشكل جيد، مع أننا نتحدث عن معلومات طبية وليس معلومات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، وذلك ما يشير إلى أن كل معلومة تخص المجتمع أو الدولة لها نفس الأهمية، ويجب حمايتها بنفس القدر من الاهتمام.
الحروب اليوم لا تعني بالضرورة تحريك الجيوش، وعلينا أن نعي جيداً أن فيروسا إلكترونيا قد يتسبب في أضرار فادحة يستمر تأثيرها لوقت طويل.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/01/26