الشتم مقابل القتل.. سلام الاسفلت!
عبدالله المزهر ..
في الطريق وأنت ذاهب إلى عملك أو عائد منه، أو وأنت في طريق سفر لا بد أن تشتم بضع مرات قبل أن تصل إلى وجهتك.
حتى وإن حاولت أن تتفادى هذا الأمر فإنك ومع كثير من ضبط النفس وكتم الغيظ ستشتم دون أن تنطق، ستكون شتائمك أشبه بوثيقة على حاسوبك الشخصي، الشتيمة موجودة في ذهنك وجاهزة ومكتملة الأركان وكل ما في الأمر أنك لم «تطبعها».
السائق العادي هو واحد من الفريق الذي يعبر عن غضبه بالشتائم، وهذا الفريق يضم أغلب الناس تقريبا، أما الفريق الذي يتلقى الشتائم فهم سائقو الشاحنات والليموزينات والمرور.
وهذا الفريق الثاني لا يستخدم الشتائم كتعبير عن مشاعره الغاضبة، أو للتعبير عن عدم وجود أي مشاعر من الأساس، هو في العادة يلجأ مباشرة للقتل. أو التسبب في إعاقات دائمة. حين يقتل إنسان على الطريق في حادث مروري ففي غالب الأمر أن الطرف الآخر سيكون إما شاحنة أو ليموزين.
ولدي قناعة بأن سائقي الشاحنات يفترض ألا تطأ شاحناتهم الطرقات قبل أن يخضعوا لاختبارات ذهنية ونفسية مثل التي يحصل عليها الطيارون، وفحص خاص بالمخدرات، وأن يخضعوا لها كل ستة أشهر على الأقل.
وأن تكون أقل عقوبة لعدم التقيد بهذه الاختبارات هي مصادرة الشاحنة وترحيل السائق. لكن هذا لا يحدث لأن الطرف الثالث في هذا لفريق وهو المرور ليس مهتما كثيرا ولديه قناعة بأن الإنسان لن يموت قبل أن يحين أجله، ولذلك فإن سن الأنظمة والقوانين الرادعة والتي تقلل الحوادث وتخفض أعداد القتلى قد يفهم من بعض المغرضين على أنه محاولة لتغيير أقدار الله، وهذا أمر يترفع هذا الجهاز الحكومي المؤمن عن الخوض فيه.
وعلى أي حال..
ولأن اليأس من حدوث نقلة نوعية وحقيقية في جهاز المرور أصبح أمرا واقعا، فإن تكرار مطالبة المرور بأن يستيقظ يشبه الحديث للبحر، مريح للنفس لكن لا أحد يسمعه. ولذلك فإن الخطوة الأكثر عملية أن نتوصل إلى صلح وميثاق شرف مع سائقي الشاحنات والليموزينات، ينص على أن نكتفي بشتم بعضنا البعض دون هدر للدماء.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/01/27