مازن عبدالرزاق بليلة ..

لم يخذل دونالد ترامب مرشحيه، فقام في الأسبوع الأول بعدد من القرارات المهمة التي وعد بها ناخبيه، البعض منها لازالت آثاره غير معلومة، والبعض ظهرت آثاره فوراً.

من القرارات التي بدأت الدراسة والتخطيط لها، ولم تظهر آثارها بعد، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو القرار الذي تعارضه معظم الدول المتضررة أو المحايدة لأنه يزيد من حدة الصراع، ويعطي شرعية للاحتلال لمدينة مقدسة عند المسلمين، وعند المسيحيين، واليهود على حد سواء.

غني عن القول أن إلغاءه للبرنامج الصحي (أوباما كير)، لم تعرف مضاره بعد، حتى يبدأ تطبيق البرنامج البديل، وكذلك منعه لمنح التأشيرات لسبع دول إسلامية، والسماح للمسيحيين فقط من أبناء تلك الدول القدوم للولايات المتحدة، سيكون له الآثار السلبية على المدى البعيد.

يدخل في ذلك أيضاً، تسجيل الأمريكان المسلمين في قوائم خاصة، تمهيداً لفرزهم، وتصنيفهم، وعزلهم، وهو ما تحاربه لجان حقوق الإنسان هناك، وما يشكل تعارضاً واضحاً مع دستور الولايات المتحدة، مما دفع بعض المشاهير مثل مادلين أولبرايت، وغيرها من نجوم هوليود إلى إعلان التضامن مع المسلمين بالتهديد بتسجيل أسمائهم ضمن هذه القوائم.

لكن القرارات العاجلة من إدارة ترامب، والتي ظهرت آثارها السلبية والعنيفة فوراً، بناء حائط صد بين الولايات المتحدة وبين المكسيك، على حساب الأخيرة، وإزالة اللغة الأسبانية من موقع البيت الأبيض، مما جعل الرئيس المكسيكي يلغي زيارته لأمريكا، وكان الرد الأكثر صرامة، هو رفع ترامب للرسوم الجمركية 20% على الواردات المكسيكية للولايات المتحدة، لتمويل تكاليف بناء الحائط.

تدخلت شخصيات اقتصادية تتحدث لغة ترامب، للوساطة لنزع الفتيل قبل أن ينفجر، وهو الملياردير المكسيكي كارلوس سليم.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات

إذا أردت اختبار معدن الرجل انظر كيف يعامل الأقل منه، وليس المساوين له.
 
صحيفة المدينة