أعطوا الناس حقوقهم.. حل سهل
عبدالله المزهر ..
لو علمنا أن إنسانا واحدا فقط يعمل مجبرا دون أن يعطى مقابلا لعمله لأحزننا أمره ودبجنا من أجله «الهاشتاقات»، لكن المشكلة أن آلافا من البشر يعملون دون أجر، ولا أحد ممن يهمه الأمر أو حتى مما لا يهمه ينظر إلى وضعهم بجدية. بل إن خطأ حكم في مباراة لكرة القدم يأخذ حيزا من الاحتجاج والغضب أكثر مما يحدث مع قهر آلاف الموظفين وتخييرهم بين الاستقالة أو العمل دون أجر كما يحدث في شركات المقاولات «الكبرى».
وفي نظام السخرة الذي كان سائدا في العصور الوسطى، كان الأجير يعمل بالسخرة حتى يسد دينا عليه، أو يوفر له رب العمل طعاما وشرابا ليضمن بقاءه على قيد الحياة حتى ينتهي من عمله. وهي شروط أكثر إنسانية من السخرة التي تمارسها بعض الشركات «الكبرى» هذه الأيام، فلا دين للموظف على الشركة حتى يعمل بمقابله، ولا توفير للطعام والشراب.
وقد يكون مفهوما ـ ولكنه غير مقبول ـ وفي ظروف معينة أن تتأخر الرواتب شهرا أو شهرين، لكن عدم إعطاء البشر أجورهم ستة أشهر متواصلة وبشكل متكرر أمر يرقى إلى أن يكون جريمة مكتملة الأركان.
والتخيير بين العمل دون أجر والاستقالة هو استغلال بشع للموظف الذي يعلم أن الحصول على عمل أمر صعب في هذه الأيام التي يسرح فيها الموظفون زرافات ووحدانا، فيقبل بالعمل دون مقابل متأملا أن الغد سيكون أفضل. وهذا الأمل يجبره على قبول فكرة أن تتعامل معه الشركات «الكبرى» بذات الطريقة التي يتبعها بعض السعوديين مع «الشغالات» حين يحتجزون رواتبهن إلى آخر يوم في العقد.
وعلى أي حال..
وأيا كان المتسبب، فالعامل والموظف يواجهان وحدهما من يفرض القوانين ومن يطبقها، والحل الموجود في كل أصقاع الأرض هو وجود نقابات عمالية وليكن اسمها جمعيات أو هيئات إن كانت هناك حساسية من كلمة «نقابة»، ومهمتها هي الدفاع عن حقوق العامل والمشاركة في سن الأنظمة والقوانين التي تتعلق به.
أما الآن فالحل العاجل والسهل الذي لا يوجد سواه فهو «إعطاء الناس حقوقهم».
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/02/12