الترفيه بالتناقضات!
عبدالله المزهر ..
قرأت فيما يقرأ النائم أن آل باتشينو سيحضر في أمسية خاصة في الرياض والدمام يكشف فيها عن قصة نجاحه ومسيرته الفنية الطويلة المكللة بالعديد من الجوائز.
وآل باتشينو هذا ممثل عظيم، وربما كان الأفضل في العالم، ولكن هذا ليس موضوعنا. فالفكرة أن مجرد وجوده في السعودية أمر مثير للاستغراب، والاستغراب هنا أمر محمود وليس كل استغراب مذموما.
وجود نجم سينمائي عظيم مثل آل باتشينو يحدث الناس عن السينما وعن قصة نجاحه أمر جميل، لكن قيامه بهذا الأمر في السعودية يشبه وجود وزير للملاحة البحرية في دولة لا سواحل لها. أو وزير للحج والعمرة في الفاتيكان.
ولذلك فإني سأحسن الظن وأوافق من يقول بأن الهدف من وجوده للحديث عن السينما في دولة لا علاقة لها بالفن السينمائي لا إنتاجا ولا عرضا ليس للحديث ذاته وليس مهما ما سيقوله، بل ما سيقال عن حضوره، ويمكن اعتبار الأحاديث عن هذه المفارقة فقرة كوميدية ضمن فقرات وأنشطة هيئة الترفيه الموقرة.
ومن هذا الباب فلعلي أقترح على الهيئة ضيوفا آخرين يمكن لهم تعزيز مثل هذه الأنشطة وبث روح جديدة في أوصال المجتمع.
يمكنهم ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ دعوة أحد أبطال سباقات السيارات لإلقاء محاضرة في جامعة الأميرة نورة يحدث فيها الطالبات وعضوات هيئة التدريس والموظفات عن خبرته وقصة نجاحه، وكيف أصبح بطلا، وكيف انتهى به المطاف في تلك المحاضرة.
يمكن أيضا دعوة مسؤول في مدينة استطاعت أن تجد حلا لتصريف المياه وفساد المشاريع ليلقي محاضرة على أمناء المدن السعودية.
فمثل هذه الفعاليات التي يتحدث فيها المحاضر عن شيء لا يعرفه المتلقي ولا يفهمه تخلق مفارقات جميلة ونقاشات تصلح أن تكون ترفيها بحد ذاتها.
وعلى أي حال..
فكرت في حضور هذه الأمسية التي يتحدث فيها آل باتشينو عن تجربته، لكني عدلت عن ذلك لأنها أمسية خاصة ولست من الخاصين ولا المختصين، ولا أعلم كيف يمكن حضورها إن كانت بتذاكر بما أنه لا يمكنني الحصول على قرض جديد في الوقت الحالي.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/02/22