آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله العقيل
عن الكاتب :
كاتب سعودي بصحيفة الوطن

نحن وتونس


عبدالله العقيل ..

فرح كثيرون واستبشروا بعد ظهور إحصاءات تفيد بأن التوانسة هم رقم واحد في صفوف مقاتلي «داعش» الأجانب، ونسوا أن الإحصاءات نفسها تقول: إن السعوديين في المرتبة الثانية في القائمة نفسها.

المؤسف، أن من فرحوا بهذا الخبر، استخدموه حجةً للدفاع عن مناهجنا وتنزيهها. هم لا يعون أن المشكلة الحقيقية في نوعية الخطاب الديني عموما، وأن المناهج جزء من هذا الخطاب وليست كله.

ولكن، لنعد إلى هذه الإحصاءات التي تتعامل مع «داعش» وكأنها دولة ترفع تقارير ومعلومات عن مقاتليها بشكل دوري إلى منظمة الأمم المتحدة، وعن مدى دقة هذه الإحصاءات في منظمة إرهابية هي الأكثر غموضا في العالم!، وكيف استطاعت هذه الجهات فرز عدد مقاتلي «داعش» بناءً على جنسياتهم فرزا دقيقا!

حتى لو سلمنا بصحة هذه الإحصاءات، ما الذي يجعل بعضهم يفرح بحصولنا على المرتبة الثانية؟، كل هذا لمجرد أن يقول: «مناهجنا ليست السبب! نحن بريئون! وخطابنا الديني معتدل» وكأن الإرهاب ينزل علينا من السماء وينبت من الأرض من تلقاء نفسه!.

إن صدقت هذه الأرقام، فلماذا لا يعاني التوانسة من الإرهاب داخل تونس كما نعاني نحن؟ هل من المعقول أن تكون تونس هي الأولى في تصدير الإرهاب ولا تمر بالظروف نفسها التي مرت بنا وما زالت منذ عقود؟ قد نجد إرهابيين في الكويت وقطر والبحرين، ولكن لا نجدهم في الإمارات أو عُمان! لماذا؟، كلها دول خليجية، وتمر بالظروف الاقتصادية والأزمات السياسية نفسها.

إلى الأمس القريب، ونحن نخرج من قائمة لندخل في قائمة أخرى من الإرهابيين، وإلى الأمس القريب ونحن نقبض على خلايا نائمة وصاحية ومنبطحة. دول مثل: مصر، السودان، المغرب، ليبيا، موريتانيا، كلها أقل منا اقتصادا وأكثر منا فقرا، لكنها لم تتوجع من الإرهاب كما توجعنا، وهذا أيضا سبب كاف لنقض فكرة من يقول: إن الظروف الاقتصادية سبب للإرهاب الديني.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/02/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد