ظاهرة ترمب
عبدالعزيز الصويغ ..
يصعب تصور أن يكون هناك علاقة إعجاب بين قطبين لا يجمع بينهما ملامح مشتركة، ورغم ذلك وجد مستشار الأمن القومي ووزير خارجية الولايات المتحدة السابق هنري كسينجر في الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ما يجعله يصفه بـ «الظاهرة « . فالدبلوماسي الهادئ الوقور المخضرم، وجد في نقيضه عالي الصوت والضجة ترمب، الذي لا يتحرج في إطلاق أي لفظ مهما غلظ، شخصية تحتاجها أمريكا في مسيرتها الجديدة.
***
ورغم أن كلمة « الظاهرة « تصف عادة رجل عِلم واسع المعرفة، وهي صفة يفتقدها ترمب، إلا أنها ربما تمثل الواقعية السياسية التي تقوم عليها سياسة كسينجر الخارجية والتي لم يتسنَّ له وضعها موضع التنفيذ بالشكل الذي كان يتمناه فترة توليه مهامه خلال حكم الرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي. وعلينا ألا ننسي أن كيسنجر كان وراء أحداث كئيبة مثل القصف «السري» وحملة الإبادة الجماعية لكمبوديا في الفترة 1969-1970، والإطاحة بحكومة سلفادور الليندي المنتخبة ديمقراطياً في شيلي في السبعينيات. لذا يصدق في تقارب كسينجر/ترمب المثل العربي القائل: «وافقَ شنٌّ طبَقَه»!!
***
وهكذا فعلى نقيض كثير من منتقدي ترمب، ومنهم شخصيات لها وزنها في حزب ترمب الجمهوري، يرى كسينجر أنه يجب إعطاء الفرصة لترمب لتنفيذ سياساته، ويتوافق معه في ضرورة إيجاد وسيلة للتنسيق بين واشنطن وموسكو، وهو ما ظهر في دفاعه عن اختيار ترمب لريكس تيلرسون المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كوزير للخارجية، والسفر أيضاً إلى أوسلو، كي يحث زملاءه الحاصلين على جوائز نوبل على منح الفرصة للسياسة الخارجية، للرئيس القادم.
#نافذة:
[العلاقة بين ترمب وكسينجر أشبه بزواج المصلحة. إذ يحتاج ترمب بشدة إلى تعزيز ثِقَله، ومن المؤكد أن كيسنجر قادر على منحه هذا بكل سهولة.]
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/26