هيا بنا ننتخب!
عبدالله المزهر
تبدأ اليوم ـ كما أظن ـ انتخابات المجالس البلدية، ومع أن الإعلانات عن هذه الانتخابات تملأ الشوارع ورسائل الجوال إلا أنني لم ألتق حتى هذه اللحظة ولو مصادفة مواطنا يهتم بهذا الأمر وهذا طبعا ليس بسبب أن الناس لا يهتمون بهذه المجالس ولكن لأني سيئ الحظ!
ولأني مؤمن أنه من واجبي أن أكذب عليكم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فلعلي أجد في الحديث عن هذه المناسبة الجميلة فرصة لكي أقول لكم بكل وضوح إن عدم الاكتراث بأمر هذه الانتخابات أمر غير جيد ويجب ألا يحدث، لأن هذه المجالس هي صوت المواطن وهي التي تمثله وتنقل ما يريد إلى من بيده القرار ووجودها ضرورة تنموية ملحّة، ونجاح المجالس السابقة دليل واضح على أن عدم الاهتمام بالمجالس اللاحقة خطأ شنيع يرتكبه المواطنون غير المبالين وغير العارفين بمصلحتهم!
ثم إن «الضوابط» التي تنظم هذه الانتخابات في حد ذاتها شيء جميل ويفتح النفس، فقد وضعت شروطا للمنتخبِين والمنتخبَين في غاية الصرامة والإبداع لدرجة أني توقعت أنه لو زاد مع كاتبها صفحة واحدة فقط لكتب فيها أنه لا يجوز للمرشح أن يترشح، ولا يحق للناخب أن يُدلي بصوته، ولا يحق للناس أن يتحدثوا عنها، ولا يجوز أن تُعلن نتائجها. ولكن لحسن الحظ ولرحمة الله بالمهتمين بهذه الانتخابات فقد نفد الورق فيما يبدو قبل أن يسترسل واضع الشروط!
وعلى أي حال..
أتمنى ـ صدقا هذه المرة ـ التوفيق للمرشحين ولمن سينتخبهم وأن يكون لهم دور حقيقي وفعال وملموس، أما إن كان كل ما سيفعلونه بعد فوزهم هو عقد الاجتماعات والتصريح للصحف والشكوى من عدم وجود الصلاحيات فإن هذا أمر يمارسه جميع الناس بمن فيهم غير المبالين الذين ذكرتهم في أول المقال دون أن ينتخبهم أحد ودون أن يتقاضوا على ذلك قرشا واحدا ودون أن يشغلوا لوحات الطرق بالحديث عن انتخاباتهم!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2015/11/29