مرض التستر
مازن عبدالرزاق بليلة ..
أضعف أنواع العلاج، عندما تعجز عن علاج المرض أن تتعايش معه، وترضى به، وتُهيِّئ نفسك وعقلك لقبوله، وآمل ألاَّ يكون هذا هو مصيرنا مع مرض التستُّر.
أعلن وزير التجارة والاستثمار -مؤخَّرًا- أنَّ ظاهرة التستُّر التِّجاري ظاهرةٌ غيرُ صحيَّة، ومضرَّة بالاقتصاد الوطني، وأنَّ الوزارة أعدَّت دراسة متكاملة حول مسبباتها، وأوضح أنَّ الدراسة تتضمَّن وضع الخطط لمعالجة تلك المسبِّبات، وتعديل الأنظمة، بحيث يصبح للوافد الحق في الاستثمار ضمن ضوابط ومعايير محدَّدة، ودفع ضريبة بشكل واضح، دون أن يضطر للتخفِّي، وأنَّ الوزارة تستهدف استقطاب استثمارات أجنبيَّة نوعيَّة تخلق وظائف جديدة، وتساهم بنقل المعرفة إلى السعوديَّة.
ينصُّ نظامُ مكافحة التستُّر التِّجاري، على أنَّه لا يجوز لغير السعودي ممارسة أيِّ نشاط غير مرخَّص له (بممارسته، أو الاستثمار فيه)، إلاَّ بموجب نظام الاستثمار الأجنبي، ويعاقب المخالف لنظام مكافحة التستُّر التِّجاري بالسجن مدَّة لا تزيد على سنتين، وبغرامة لا تزيد على مليون ريال، أو بإحدى العقوبتين.
ما أعلنته وزارة التجارة -مؤخَّرًا- ليس جديدًا، بل سبق أن أعلنته (ساجيا)، الهيئة العامَّة للاستثمار، قبل عقد من الزمن، ووضعت مراكز الأعمال المتخصِّصة، للمسارعة في استخراج التراخيص للمستثمر الأجنبي، والتسريع في إنهاء الإجراءات الورقيَّة، وكان الهدف هو القضاء على التستُّر، والاستثمار تحت الأضواء، وفق الأنظمة والقوانين المرعيَّة لاستقطاب رأس المال الأجنبي.
وكانت النتيجة بالغة الضرر، إذ جذبت هذه التسهيلات المستثمرين المتستِّرين المحليين، للعمل وفق النظام، بدون إضافة نوعيَّة، فأصبح التستُّر نظاميًّا تحت سمع وبصر (ساجيا)، ثمَّ عادت للصواب، واليوم، بعد أن انضمَّ الاستثمار إلى وزارة التجارة، يجب أن تستفيد الوزارة الجديدة من تجربة (ساجيا)، وتُحقِّق تطلُّعات وزيرها الطموح.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
ربما يكون من الصعب ملاحقة حلمك، ولكنَّه مأساة، لو لم تفعل.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/01