ترامب.. مرحباً بك في العالم الثالث
سالم بن أحمد سحاب ..
لم يكمل الرئيس الأمريكي ترامب شهره الأول، إلاّ وقد بدت عليه ملامح الرغبة في الانضمام لنادي العالم الثالث الذي لم تحاول الولايات المتحدة من قبل طرق أبوابه العريضة شريطة استكمال شروطه العجيبة.
في الولايات المتحدة اليوم نزاع بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية لم تظهر في تاريخها بهذه الصورة المفزعة، فالرئيس الذي يمثل السياسة يتهم القضاء بأنه «مسيّس»، أي يتحرك في إطار مدفوع بالسياسة التي ربما رسمها خصوم ترامب. صحيح أنها خطوة ليست كافية لاستيفاء شروط الانضمام للعالم الثالث، لأنه ليس في العالم الثالث -إلا قليلا- لا قضاء ولا برلمان ولا بطيخ ولا يحزنون، مما يعني أن السياسي هو القاضي، والقاضي هو السياسي.
وفي الولايات المتحدة يعلن ترامب حربًا على الإعلام، ويتهمه بأنه (ملغوص) وغير أمين، وله غايات وأهداف تخالف غايات وأهداف السياسي، مما اضطر السياسي إلى تهديد الإعلامي لدرجة أن السيناتور الجمهوري جون ماكين حذّر من مغبّة تكميم فم الإعلامي حتى لا تكون الخطوة الأولى نحو نشوء حكم شمولي استبدادي. وبمعنى آخر لا يريد العجوز ماكين من ترامب الشروع في اتخاذ الخطوات اللازمة للانضمام لدول من الدرجة الثالثة.
وفي الولايات المتحدة، وفي ليلة الحكم السابعة، استيقظ الحاكم ترامب من كابوس فظيع، فجرّد حسام قلمه الجميل ليوقّع أمرًا تنفيذيًا يحظر بموجبه مواطني سبع دول من دخول أراضي الامبراطورية الأمريكية الشاسعة. وتلكم حقيقة أحد أهم مسوغات الولوج من بوابة العالم الثالث: ينام فيحلم فيستيقظ فيأمر فيمنع فيطرد فيفرق ويشرد. الفرق الوحيد هناك أن ثمّة من يتصدى للكوابيس، في حين ليس في العالم الثالث إلاّ من يصفق للكوابيس.
وفي الولايات المتحدة يستقيل صاحب المنصب الرفيع مايكل فلين (مستشار الأمن القومي) قبل إكمال أسبوعه الرابع سدًا للذرائع. وجه الشبه هنا مع العالم الثالث هو الرحيل، لكن الفروق تكمن دومًا في التفاصيل.
ومما رُصد على السيد ترامب زعمه أنه سيأتي بما لم تأت به الأوائل، فلا أفضل منه لأداء أكثر من 20 مهمة على مستوى بلاده، وربما العالم بأسره.
وما أدراك، ربما قريبًا يُتوج ترامب رئيسًا للعالم الثالث.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/03