د. أحمد هاشم ..

عندما تدرك أن عدالة القانون ستطبق على (أكبر رأس) مروراً برأسك , وتقتلع كل مسؤول فاسد كائن من كان ..
وأنك تنعم بكامل موارد وخيرات بلدك دون تمييز  ..
وأن نظام التأمين ضد البطالة سيعطيك بسخاء ما تتمناه ..
وعند انتهائك من مراحلك الدراسية , ستجد الفرصة كاملة في الحصول على الوظيفة المناسبة لك , والرزق الذي يكف يدك وحاجتك عن السؤال والشرهات و (طوابير) الإكراميات
وكذلك عندما تأمن على حياتك المالية والصحية بعد التقاعد ..
و أن اقتنائك للسكن لن يكون كقصص ألف ليلة وليلة وأنه سيأتيك دون الدخول في ذل القروض والأقساط ..
وتشعر أن المسؤول وضع لخدمتك ..
وأنك ستتمتع , بالطرقات دون أن تؤذي سيارتك , وبالمطر عندما يهطل , وبتعليم متميز غير (مؤدلج), وبأوقات فراغك مهما كان عمرك وجنسك وثقافتك دون الدخول في اختلافات المورث الديني وجدليته ..
وتدرك أن صناع القرار يعون أن إهمال الأكثر فقراً و الأكثر ضعفاً سيعود بالسخط عليهم ..
فعلم أنك تعيش في أسعد بلد في الدنيا ..

.. في الدنمارك .
السعادة في الدنمارك وبعيداً عن (هياط) بعض دول العالم الثالث , أمر مهم ، فهي جزء من مهام القيادة السياسية والتنفيذية التي جعلت الشعور بالثقة والأمان قاعدة في برنامجها ليس للدنماركيين فقط بل حتى للوافدين إليها.

سر سعادة الدنماركيين  التي صنفت بلدهم  كأول دولة ليس في السعادة فقط بل في مكافحة الفساد والبطالة بعد تحقيقها للمعادلة الصفرية , يكمن في العدالة الاجتماعي , فرفاهية الإنسان لن تتحقق إلا بإتباع نهج شامل يجمع بين العدالة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية.

صحيفة أنحاء