عندما يستمر الفشل!
سالم بن أحمد سحاب ..
إنَّ نجاح برنامج التحوُّل الوطني 2020، والرؤية الوطنيَّة 2030، يعتمد على تناغم الوزارات والمؤسَّسات الحكوميَّة، وكذلك الشركات التي تمتلك الدولة حصَّة الأسد فيها، مثل: سابك، والاتِّصالات السعوديَّة، وبعض البنوك، وغيرها.
لكن مع ذلك ثمَّة عازفون يُغرِّدون خارج السرب تمامًا لأسباب لا أعلمها، ولا يعلمها معظَّم الناس، ولستُ أدري إنْ كان سوء الإدارة جزءًا منها، أو أحدها.
نعم ثمَّة قطاعات تبدو وكأنَّها تشارك ضمن فريق ناجح، لكنَّها تشبه اللاعب الهزيل، الذي يُضَمُّ إلى فريق محترف، لا لكونه لائقًا وجاهزًا ومستعدًا، وإنَّما لأنَّ أحد المتنفِّذين يدعم وجوده باستمرار، بالرغم من كونه عبئًا على الفريق، والكلُّ يعلمُ ذلك، فأداؤه مقارنة باللاعبين الآخرين كارثي بامتياز، وحصيلة حصاده السنوي ضعيفة حد الهزال.
ولأنَّ عذر البليد مسح السبورة، فهو يتحجَّج باستمرار بأعذارٍ واهية، منها على سبيل المثال، قلة العطايا والحوافز التي ينالها بالرغم من كل ما يُمنح له من عطايا ومزايا.
ومنها أنَّ سيادته مشغول بالمنافسات الداخليَّة التي تمنعه من البروز في المنافسات الخارجيَّة.
ومنها أنَّ اللاعبين الآخرين الناجحين لا يعانون من كثرة الأعباء التي يتولاَّها هو شخصيًّا دون غيره من (المدَّللين).
اللاعب البليد يطالب دائمًا بامتيازات، ويزعم أنَّ منه قد سُحبت امتيازات! وهو شعور للأسف يصف الحال التي بلغها اللاعب البليد، والذي لا يفتأ يطالب بالمزيد!
وممَّا يزيد الجرح ألمًا غضّ الطرف عن هذا الأداء غير المقبول! الصمت هنا يعني مزيدًا من استنزاف الموارد، في حين المطلوب هو جلب المزيد منها.
التصحيح أحيانًا يتطلَّب استخدام مشرطًا حادًّا لاستئصال هذا الورم أو ذاك، حتى لا يكبر حجمه ويتسع مداه! والفريق الناجح لا بدَّ أن يلفظ (الخائبين) الذين مُنحوا الفرصة تلو الأخرى دونما بارقة أمل، أو بصيص نور.
في عالم المال والأعمال، يُقال إنَّ أول خطوة نحو تصحيح النزيف هي إيقافه، بمعنى أنَّ الخروج من المشروع الخاسر (بعد محاولات متعدِّدة لسنوات قليلة) هو الحل الأمثل، فكيف إذا استمر خاسرًا لعدة عقود!
من أجل الوطن، أوقفوا هذا العبء على الوطن!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/04