فضيحة أبها الطبية
علي سعد الموسى ..
ومع كامل شكري وتقديري للتحقيق الجريء الذي نشرته العزيزة «المدينة»، «أبها الطبية»، إلا أن الموضوع برمته لا يحتاج إلى تحقيق أو استقصاء للأخبار، ذلك أن وزارة الصحة قد بنت لها فضيحة في وسط أكبر شوارع عسير، ثم رفعته عظما إلى الملأ حتى الدور العاشر، هكذا تبدو المدينة أو الفضيحة المزعومة خرابا على الشارع العام منذ أعوام.
وبالمناسبة قبل عامين سألني أحد أطفالي عن هذا المبنى المهجور، فأجبته أظنه يا ولدي في الطريق إلى أن يتحول إلى مجلبة أغنام أو أسواق للخضار، وأظنه في الطريق إلى أن يتحول إلى مصحة بيطرية، طالما أنه أشبه بالمجلدة.
ومن المؤسف بمكان أن عسير قد استأثرت من وزراء الصحة المتعاقبين بعدد من الزيارات لم يسبقهم إليها وزير آخر من وزراء خدمات التنمية، لكن واحدا منهم لم يذهب إلى هذه الفضيحة في كل الزيارات المتتالية.
هنا أتوجه بالطلب من معالي وزير الصحة، أن يفتح تحقيقا واسعا حول هدر هذه الملايين من أجل بناء ألواح من الأسمنت.
أن يفتح تحقيقا واسعا يكون فيه السؤال، لماذا كانت عقود هذه المدينة الطبية بالتحديد، تختلف جذريا عن عقود وترسية بقية المناطق الصحية، التي أمر بها مليكنا الراحل؟ لماذا تم ترسية هذا المشروع بطريقة تختلف عن أي مشروع ترسية بالمملكة؟ ذاك لأن المشروع فصل إلى مراحل من الترسية، فأكملت الشركة الأولى مجرد عشر إلى خمسة عشر بالمائة من عظم المشروع، ثم تركته الوزارة دون أدنى التفاتة إلى كسوة هذا العظم.
من وجهة نظري هذا أكبر مشروع متعثر في تاريخ العقود والمشاريع، وكل ما تم به ليس إلا لعبة مكشوفة لإهدار المال العام، وفي النهاية يعرف معالي الوزير أن هذا المشروع كان مقدرا له أن يخدم خمس مناطق بالجنوب، وأظن أن معالي الوزير يعي تماما أن هذه المناطق لم تحصل من قبل على سرير طبي واحد يستحق أن نشير إليه.
معالي الوزير أنا لن أتكلم عن أحد بالنيابة، ولكنني متأكد تماما أننا على استعداد للتنازل عن تكلفة أي مشروع، من أجل أن نستر هذه الفضيحة، ولا أطلب منكم إلا لجنة تثقون بها تماما، كي ترفع لكم قصة الفضيحة في ربع ورقة.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/03/07