خلقن ليفترسن.. توجيهات!
عبدالله المزهر ..
يوم أمس كان اليوم العالمي للمرأة، ولا أريد الإسهاب في الحديث عن هذا اليوم المبارك، أعاده الله باليمن والبركات على نساء الأرض قاطبة، وسبب تخوفي من الإسهاب هو أني مؤمن بالحكمة العظيمة «من خاف سلم»، فمطالب النساء ـ أدام الله ظلهن ـ تتطور يوما بعد آخر، وقد كانت المطالبات فيما مضى تقتصر على المساواة بالرجل، وهذا أمر قد يبدو سهل المنال ـ نظريا ـ أما الآن فإن كثيرا من تصرفاتهن تبين أنهن لن يقتنعن حتى تتم مساواتهن مع الكائنات الضارية المتوحشة المفترسة.
والرعب بالرعب يذكر، فقد ذكر أحد مراكز الاستشارات الاجتماعية أنه تلقى أكثر من 557 ألف شكوى من أزواج اعتدت عليهم زوجاتهم، ولذلك فقد يكون من المناسب مستقبلا وقبل أن يحل يوم المرأة أن تنشر الجهات المعنية بالصحة والسلامة بعض التعليمات للرجال لتوعيتهم بالطرق المناسبة للتعامل مع هذه المخلوقات المتوحشة؛ لكي يتجنبوا التعرض لما لا تحمد عقباه.
وهذه التصرفات لا تعيب المرأة، ولكنها قد تدل على حسها الأمني العالي ورغبتها في أن تكون الحياة منضبطة، وقد رأينا في الفترة الأخيرة كثيرا من الأحداث التي أثبتت المرأة فيها قدراتها «البوليسية» العالية، فالذي وجد الداعشي الذي نفذ الاعتداء على أحد المطاعم في تركيا كان امرأة، والذي صور مقطع الفيديو أثناء مواجهة رجال الأمن مع دواعش في الرياض كان امرأة هي الأخرى.
وآخر النساء ذوات الحس الأمني المرتفع كانت المرأة التي صورت مقطع اعتداء ثلة من الهمجيين على رجل أمن في جدة، ثم قامت بالاتصال بالشرطة وتوجيههم بسرعة القبض عليهم.
وعلى أي حال..
وبمناسبة ذكر «التوجيهات» فإن هذه الكلمة مستفزة حين ترد في غير مكانها، كأن يقال إن أمير المنطقة أو أي مسؤول آخر قد وجه جهة ما للقيام بعمل ما، في حين أن هذا العمل لا يحتاج توجيها من أحد وهو من صميم عمل الجهة التي تلقت التوجيه، وأظن أنه أمر معيب أن يقال بأن الأمير وجه الشرطة بالقبض على مجرم ما، ومثل هذه العبارات داء ينشره الذين «يعمون» الأشياء التي يرغبون في تكحيلها.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/03/09