نموذج يستحق الانتباه!
سالم بن أحمد سحاب ..
وهذه عينة من شاب تضرر هو شخصياً بسبب تضرر والده من الحالة الاقتصادية التي تمر بها المؤسسة الاقتصادية التي يعمل فيها. هو جزء من النسيج الوافد الذي عاش بين أظهرنا زمناً طويلاً، حتى بات جزءاً من تركيبتنا الاجتماعية التي قد يصعب علينا الاطمئنان إلى تغييرها لا سمح الله.
وبشيء من التصرف، أحاول تلخيص المشكلة لظني أنها مجرد نموذج لحالات أخرى الله بها عليم، وبأصحابها رحيم.
(يقول الشاب المراهق: ما هو ذنبي؟ اضطررت لعدم الذهاب الى المدرسة! ضاقت السبل بوالدي، حسابه البنكي أقفل، وضعه النظامي غير مستقر! لم نعد نشعر بالأمان!
سألت والدي: ما القصة؟ لماذا لا يمكنني الذهاب الى المدرسة؟ لماذا لا أرافق أصحابي؟ لماذا؟ لماذا؟ أجابني: أي بُني، لم تجدد الإقامة التي هي وثيقة الأمان والاستقرار في هذا الوطن. سألته: ولمَ لمْ تجدد؟ أهو تقصير من جهتك؟ أهو لعجز مالي لديك؟ ما السبب؟ فأجابني: يا بني الشركة التي أعمل فيها لديها مشاكل مع الوزارة، تأخر سداد التأمينات، تأخر سداد الرواتب، غرامات تأخير، انتهاء صلاحية السجل التجاري، انتهاء رخصة البلدية، الى آخر المنظومة الناتجة عن تأخر مستحقات الشركة لدى الوزارة المتعاقد معها.
كل ذلك حال دون تجديد تصريح الإقامة، ومن ثم تم تجميد الحساب البنكي، بل إن ذهابي للعمل والعودة منه أصبح غير آمن! وحرصاً عليك وعلى إخوتك وعلى سلامتكم ومنعاً لاي حرج لكم في المدرسة، آثرت جلوسكم في المنزل لحين يكتب لنا الفرج.
وتوارى أبي وهو مكسور الجناح يمسح دمعته، وأخذت افكر وتساءلت عن حقيقة السبب! إذا كانت المشكلة بين الشركة والوزارة ، فما دخل أبي الموظف في هذا الأمر؟
ألا يكفيه تأخر رواتبه شهوراً، وضيق العيش الذي نعيشه؟ لماذا يدفع أبي ثمن خطأ أو تقصير شركته؟ وبعد هذا كله: ما هو ذنبي أنا وإخوتي؟).
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/11