آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد المحسن هلال
عن الكاتب :
كاتب سعودي

إذا كنت تبني وغيرك يهدم


عبدالمحسن هلال ..

هو عجز بيت استخدمت صدره في مقال أسبق، وكرهت أن أكرره، بداية لابد من القول إن مجلس شورانا الموقر يمارس، أحيانا، صلاحياته بحق المساءلة عن أي نظام أو تنظيم داخلي، في جلساته الأخيرة اقترب المجلس كثيرا من هم المواطن العادي بمناقشة قضايا تمسه مباشرة، انتقد الأسبوع الماضي وزارة التخطيط لتدني أداء خططها التي وضعتها للوزارات، وفي تنفيذ إستراتيجية التحول الوطني حيث البطالة في تزايد والاقتصاد في هبوط، ولا جهود للوزارة بشأن تخصيص القطاعات الحكومية، ولمصلحة الزكاة والدخل لعدم تحصيلها زكوات على البنوك وودائعها الترليونية، وأخيرا وقفته مع تقرير صندوق الموارد البشرية، وهذه الوقفة تستحق وقفة.

كان المجلس قد ناقش تقريرا سابقا للصندوق اكتشف فيه ثغرات ومبالغات مالية غير واقعية، تقرير هذا العام جاء أكثر فداحة وغموضا، مما دفع المجلس للتصعيد وتأييد مطالبته السابقة بالتحقيق مع الصندوق من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام، متهما إياه بمواصلة تضليل المجلس، وبهدر بلايين الريالات ذهبت لمستشارين أجانب في شكل أجور خيالية، ولم ير أثر لدراساتهم على أرض الواقع، فكل ما قدمه الصندوق هو دفع 155 ألف موظف لسوق العمل، وكانوا في جهات خدمية برواتب أقل من 200 ريال، بينما حجم المصروفات الإدارية للصندوق على موظفيه البالغ عددهم 800 موظف فقط حوالي نصف بليون ريال، أي ما يعادل 625 ألف ريال لكل موظف سنويا. (الحياة، 6و8 مارس).

انتظرت لأسبوع ردا من الصندوق دون طائل، تساءلت هل تدخلت «نزاهة» على الخط، أو حتى ديوان المراقبة العامة، هل التقطت الخيط هيئة التحقيق والادعاء العام أو المباحث الإدارية وهي في صلب مهامهم جميعا؟ لا شيء البتة، هل ستمضي القضية، كغيرها «سكتم بكتم»؟ لا أدري. كثيرة هي القضايا التي تثار ثم تخمد وتطوى، وألوم هنا الإعلام بكل أفرعه وأنواعه في عدم المتابعة. على سبيل المثال لا الحصر، ماذا تم بشأن شحنة العجول التي اتهم مستورد قبل أسابيع بإدخالها البلد بطرق مشبوهة وهي مصابة بمرض قاتل، ماذا تم بخصوص شبهات التجاوزات في شركة الكهرباء، حتى لا أسأل عما تم بشأن كارثة جدة، قضايا كثيرة سكت عنها، واعتقد معظمها لم يصل القضاء، وإن وصل فتلك معضلة أخرى.

عائقان كبيران يقفان على رأس قائمة طويلة من معوقات تنميتنا، نقص القدرة على محاربة الفساد ونقص عدد القضاة، في الأولى كتب وقيل الكثير على مدار سنين، وفي الثانية يكفي تذكر أننا من أقل شعوب العالم نسبة بين عدد السكان وعدد القضاة، بدون معالجة الأمرين سنظل ندور في حلقة مفرغة، الفساد يأكل أكثر ما نبني، وطول أمد المقاضاة يشجع الفاسدين على الفساد أكثر.
 
صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2017/03/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد