الشعب البحريني أكثر سعادةً والحمد لله!
قاسم حسين ..
تقدّمت البحرين في تقرير «مؤشر السعادة العالمي» في 2016، درجةً واحدةً، حيث احتلت المركز 41، بعد أن كانت تحتل المركز 42 في العام 2015.
المؤشر مهمٌ جداً، ويبعث بشحنةٍ إيجابيةٍ في نفس كل بحريني وبحرينية، ونأمل أن نتقدّم أكثر لنحتل المركز الـ40 هذا العام في مضمار السعادة، أو لنكن متفائلين أكثر باحتلال المركز الـ30 أو الـ20.
وإن مما يزيد يقيننا بمصداقية هذه التقييمات الإستراتيجية العابرة للقارات، هو إيماننا بأن السعادة شعور داخلي فسيولوجياً، وليست مالاً ولا عقاراً، أو تمتلك سيارة أو داراً، حتى ولو كان بالقروض التي تمتد بين سبع سنوات وعشرين عاماً. المهم أن السعادة هو شعورٌ نفسيٌ داخلي، يغمرك بأحاسيس رهيبة من الفرح والبهجة، ويدغدغ مشاعرك حتى لو كنت تعاني من وطأة الديون، وصعوبة العيش، واستمرار ارتفاع الأسعار.
إن تحقيقنا المركز الـ41 إنجازٌ عظيمٌ لا شك فيه ولا ريب! خصوصاً أنه لا تفصلنا إلا 20 نقطة، عن الإمارات الشقيقة التي احتلت المرتبة 21 عالمياً، كأسعد شعوب العالم! وقد تفوقت في ذلك على فرنسا، الدولة الصناعية النووية في غرب أوروبا، التي احتلت المركز 31؛ وعلى تايلندا الواقعة في قلب آسيا، صاحبة المركز 32 في ميدان السعادة؛ وأسبانيا التي احتلت المركز 34، رغم امتلاكها لعمالقة الكرة كالبرشة والريال! والأهم والأخطر أننا تفوّقنا على اليابان، التي لم تتمكّن من تحقيق نفس درجة السعادة لشعبها المكافح العظيم، فجاءت بعدنا بعشر درجات، حيث احتلت المركز الـ51!
نحمده تعالى ونشكره، على هذا الإنجاز، الذي ما كان ليتحقق لولا تظافر جميع الجهود الرسمية والأهلية، والقطاع العام والخاص، والشركات الكبرى والمتوسطة والصغرى وحتى المايكرو، والجمعيات والصناديق الخيرية، والأندية الرياضية والمراكز الشبابية، والفرق الفنية والموسيقية.
طبعاً لم يأتِ تحقيق هذا الإنجاز الدولي في مضمار السعادة عشوائياً، ولم يكن التوقيت صدفةً، حيث تقدّمنا درجةً واحدةً العام الماضي مقارنةً بما سبقه، حيث شهد العام 2016، رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية والخدمات، كاللحوم البيضاء (الدجاج والطيور والبط) والحمراء (البقر والغنم والإبل)، والسوداء (الديزل والنفط). ومع ذلك ظلّت أوضاعنا المعيشية تتحسّن، وشعورنا بالسعادة يزداد، حتى تفوّقنا على اليابان بعشر درجاتٍ والحمد لله!
ثم إن هذا الترتيب جاء ليعيد تأكيد موقعنا على المستوى الخليجي، حيث جاءت قطر في المركز 35، والسعودية 37، والكويت 39، وهو تأكيدٌ للمؤكّد، وتثبيتٌ للثابت.
على المستوى الدولي، ولنعرف موقعنا جيداً وتزيد ثقتنا بأنفسنا، فإن هناك منافسة تقليدية بين أربع دول، كلها تعيش في شمال أوروبا، الذي يتمتع طبيعياً بدرجة حرارة منخفضة، بما يسهم في شعور شعوبها تلقائياً بالسعادة، ولو كنا نتمتع بأجواء أكثر برودةً لتفوّقنا عليهم حتماً وأزحناهم عن مراكزهم المتقدمة! هذا التحالف الدولي يسيطر ومنذ سنواتٍ على «عرش السعادة»، ويضم النرويج والدنمارك وأيسلندا وسويسرا.
قلنا لكم إن السعادة ليست في كثرة الأموال والعقارات، ولا امتلاك السيارات، وإنّما بأن تشعر من الداخل، بأنك أسعد إنسان سيكولوجياً وسوسيولوجياً على وجه الكوكب، لتكون أسعد من شعوب النرويج وأيسلندا وفرنسا واليابان!
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2017/03/21