محمد العصيمي ..

صدقوني لا أكاد أعرف أو أحصي كل برامج وخطط وزارة الإسكان التي أعلن عنها منذ أن أطلت هذه (المشكلة) برأسها في مجتمعنا. أسماء وتوصيفات متعددة وكأننا نخترع عجلة الإسكان، أو كأن هذا العالم ليست فيه برامج وخطط يمكن أن تستنسخ ويستفاد منها محليا بدلا من هذه (الاختراعات) التي أخرت المشاريع وأفشلتها، مشروعا تلو مشروع.!! الدولة، دون شك، جادة جدا في حل مشكلة الإسكان وقد سخرت المليارات لهذا الغرض. وهذه المليارات كانت كفيلة بجعل مشاريعنا الإسكانية أفضل وأسرع من غيرها؛ لولا أننا رضينا من غنيمة الإنجاز بتعدد وتنوع الفتاوى الإسكانية التي ضيعت السنوات وأزهقت الفرص المتاحة لهذا الإنجاز. والآن ها هي مسألة متضرري الصندوق العقاري تصعد وتهبط بين المتضررين والوزارة والصندوق، بل ووصلت حتى إلى المحاكم بعد أن رفع هؤلاء المتضررون دعاوى يحتجون بها على إحالتهم للبنوك لتعاملهم كما تعامل أي مقترض، يدخل إليها من الشارع، في ملاءته المالية وأوراقه الثبوتية المعيشية ودفعه لعمولات باهظة وبدون ضمانات مؤكدة في حالة تعثره في السداد. الوزارة تعمل بدأب وتفتي وتضيف وتعيد وتزيد وتطحن ولا نرى من كل ذلك، أو من كل هذا الطحن، سوى فتح أبواب جديدة لمشكلات جديدة تعيدنا في كل مرة إلى نقطة الصفر. هناك، إذا كنا نفهم ما يحدث، حالة من عدم التركيز على حل واحد أو مجموعة حلول مجربة وناجحة في دول غيرنا، أقل أو أكثر منا في عدد سكانها. وهذا، التخبط أو عدم التركيز فيما يبدو لنا من برامج وخطط الوزارة، هو ما يؤخر أو يعثر الحلول المتعددة المطروحة لحصول الناس على مساكنهم المنتظرة. وإذا كان هناك شيء آخر لا نعلمه أو لا نفقهه فلتنعم علينا الوزارة به وبتفاصيله لعل حيرتنا معها تنفك ونفهم. نريد أن نفهم فقط.
 
جريدة اليوم