متلازمتا القطار والمطار!!
سالم بن أحمد سحاب ..
جدة مدينة العجائب بامتياز. هي أولًا عروس البحر الأحمر تاريخيًا، وهي عجوزه حاليًا. وهي العاصمة التاريخية قديمًا، لكنها ليست كذلك حديثًا! وهي نفسها المدينة الموعودة بمشروعين عملاقين يبدو أنهما لن ينتهيا إلاّ متلازمين، فإذا تأخر أحدهما تأخر الآخر، وإذا مرض أحدهما مرض الآخر. إنه حب دائم وعلاقة وطيدة وعشق راسخ.
ولنبدأ بالمطار الذي توالت التصريحات حول بداية تشغيله الفعلي، ففي عدد صحيفة الرياض (أغسطس 2015م) صرَّحت الهيئة العامة للطيران المدني بأن التشغيل الفعلي سيكون منتصف 2016م، وأن في المطار تجهيزات ومعدات وغيرها من اللوازم. شخصيًا لا أستغرب إن أوشك الصدأ على إفساد بعضها لأننا باختصار نمارس المثل الشائع: (عبّى الحطب قبل ما خطب).
طبعًا حلّ منتصف 2016م، ولم يتم حرق الحطب، وإنما استمعنا إلى مزيد من الخُطب. خطب التصريحات الجديدة عن التأخير إلى منتصف 2017م، ثم أخيرًا إلى بدايات 2018م، أي سيتم المطار 10 سنوات منذ الشروع في تشييده. هنا تحديدًا ليس ثمة مواعيد مقدسة، وإنما وعود مؤجلة. ربما هو قدر جدة وزوارها أن تعاني من المطار الحالي لآخر لحظة. إنها عجوز لا تودُّ مفارقة عجوزٍ كالحٍ يُمثِّل صورة قاتمة لا يرغب أحد في الحديث عنها حتى لا تثير مواجعه التصنيفات الدولية التي تضعه في مقدمة (الأسوأ) بين مطارات العالم.
وأما قطار الحرمين فهو الآخر يعاني من داء التأخير المتكرر. وقبل شهور قليلة كتبت عن هذه الحالة المزمنة، فردّ عليَّ برسالة خاصة (ممزوجة بشيء من العتب والغضب) مدير المشروع الدكتور بسام غلمان مؤكدًا أن القطار سيعمل في الربع الأول من هذا العام، ثم فوجئت بأن التصريحات الجديدة تؤكد أنه لن ينعم الركاب بالقطار إلاّ في بداية 2018م، أي تأخير جديد لعامٍ كامل، مع أن القاطرات والمركبات الإسبانية الفاخرة قد وصلت، وهي قيد الانتظار تأكيدًا مرة أخرى للمثل المعروف: (عبّى الحطب قبل ما خطب).
اليوم نشتمُّ أخبارًا جديدة بأن القطار لن يتحرَّك حتى ينتهي المطار نهاية عام 2018م، أي بعد 21 شهرًا أخرى من يومنا هذا!
هاتان المتلازمتان تحتاجان إلى فاصل من الزمان والمكان.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/30