الناتو بين فكّي القيصر والإمام…!
محمد صادق الحسيني
موسكو تغطّي سماء سورية بـ«أس 400»، وسماء إيران بـ«أس 300» وتقول لأنقرة إننا سنجعلكم تندمون على فعلتكم الحمقاء…!
وأنقرة تكابر مدعومة بحلف الأطلسي والإدارة الأميركية الغبية والجدل مستمر حول تورطهم في نفط بلادنا المنهوب داعشياً…!
وبعد أخذ وردّ بين موسكو وطهران أعلنت طهران على لسان سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي بأن بلاده تملك الوثائق الدامغة التي تدين حكام أنقرة، وأن العالم سيسمع عن انهيارات كبيرة في جبهة الإرهابيين…!
حتى الآن نحن مَن منع وقوع حرب عالمية ثالثة فوق أرضنا أرادها الغربيون انطلاقاً من سباق السيطرة على منابع الطاقة والمياه…!
حتى الآن نحن مَن غيّر القدر وقلب المعادلات وغيّر قواعد الاشتباك أكثر من مرة وأهلك ملوكاً واستخلف آخرين، بإذن الله طبعاً، ولكن على يدنا…!
السؤال الكبير الآن يطرح نفسه من جديد: هل يسعى الغرب المتجبر المكسور جناحه أكثر من مرة، وعلى تخوم أكثر من عاصمة عربية من دمشق إلى بغداد إلى صنعاء، هل يسعى إلى إشعالها رغم كل الفشل المتكرر…!؟
ازدحام القوات وتشابك الطيران وتدافع الأساطيل من حولنا تقول بهذا، ولكن لا تزال المعادلة أننا نحن الأقوى وصمام الأمان إذا ما بقينا متماسكين ولم تفرط جبهتنا جبهة المقاومة والتحرير، بإذن الله…!
ما جرى حتى الآن كان التمهيد بنظري لقيام جبهة عالمية ضد التكفيرية الوهابية، تماماً كما جرى مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية ضد النازية…!
الفرق بين الأمرين أن التحالف الدولي الذي حصل ضد النازية كان كفيلاً بإنهاء الحرب، بينما الذي يحصل اليوم هو انبعاث تحالف دولي لمنع وقوع الحرب…!
ما أعلن عنه بوتين في كازاخستان قد يكون بداية مثل هذا التبلور، ولكن هذه المرة قوامه البلدان الإسلامية، كما أعلن بوتين نفسه…!
هذا الإعلان يؤكد من جديد بأن العالم ينتظر الإشارة منا نحن المسلمين بعد أفول الغرب الاستكباري وصعود الشرق بمسحة دينية أرثوذوكسية مشرقية ونحن بيضة القبان…!
انكسار قرن الشيطان القريب في نجد على يد إمام اليمن الجديد السيد عبد الملك الحوثي، فقد يكون العلامة المدوية والمؤشر الأقوى، كما تؤكد وقائع الميدان وموازين السياسة في بلد الحكمة والإيمان يمن الجغرافيا الجديدة والمتحوّل من الزمان…!
كما أكدت الوقائع والأحداث والتحولات كلها بأن دخول حزب الله والحرس الثوري الإيراني كان ضرورياً لإحداث كل هذه التحولات الدولية الكبرى، فإن المتوقع من مقبل الأيام بأن توافق القيصر والإمام في طهران قد تجعل الغرب الاستعلائي يتعلم كيف يندم على فعلته الشنيعة يوم قرر تدمير سورية ونهبها…!
إن عصر أفول نجم أردوغان والأردوغانية وآل سعود والوهابية قد بدأ ولن تشوّش على هذا الانكسار محاولة التسلل إلى لبنان بالتحايل أو المخاتلة أو حتى التظاهر بالآدمية أو الانكسار…!
ما تم الاتفاق عليه بين القيصر والإمام في طهران ستتمّ ترجمته اقتصاداً وأمناً وسياسة وعلاقات دولية وانقلاباً كبيراً في موازين القوى اعتقد أن ضحيته الأولى خسارة الأطلسي لجبهته الجنوبية أي تركيا أردوغان…!
إنه عصر انكسارهم في كل الجبهات وعصر إذعانهم بأننا قوة صاعدة مهما تعالت أصواتهم، وإن مَن يكتب التاريخ بلغات العالم كلها ومَن يرسم جغرافيا العالم الجديد هو نحن دون غيرنا…!
إنه ليس كلاماً رغائبياً أبداً وليس مجرد شعارات… يكفي أن تركزوا على التفكير في ما يجري فعلاً في أكثر من ميدان وأن تمعنوا التفكير لماذا قرّروا اللعب بورقة سليمان لبنان… لتعلموا أن مفتاح التغيير بات بيدنا في كل الميادين والساحات ولم يعد لهم إلا التلاعب في الديكور والألفاظ ومحاولة إخفاء الانكسار بابتسامات صفراء…!
ألم يُقَل «غلبت الروم».. فأصبح صعودنا محتوماً وعصرهم بالهزيمة مختوماً…!
ساحة التحرير
أضيف بتاريخ :2015/12/06